أسفر مسلسل "
حارة اليهود" الذي تبثه القنوات
المصرية المؤيدة لنظام السيسي، عن نتائج عكسية، حيث إن نخبا وإعلاميين صهاينة اعتبروا أن المسلسل لا يعبر عن حقيقة مواقف الشعب المصري تجاه إسرائيل.
وقال السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة، إسحاق لفانون، إن المسلسل لا يعكس حالة العداء الشديد التي يكنها الشعب المصري تجاه الإسرائيليين، مشيرا إلى أن الشعب المصري "مشبع بالتوجهات اللاسامية".
وخلال مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية، صباح السبت، نوه لفانون إلى أنه من خلال تعامله لسنين طويلة مع المصريين تبين له أن هذا الشعب رغم الانطباع السائد عنه بأنه شعب معتدل، إلا أنه يكن عداوة كبيرة لليهود ولإسرائيل بشكل يفوق أي شعب عربي آخر.
من ناحيته قال المستشرق إسحاق بلاوي، إن الشعبين المصري والأردني هما أكثر الشعوب العربية "كراهية لإسرائيل ورفضا للتطبيع معها"، مشيرا إلى أن حرص الدولتين على تطوير العلاقات بين الجانبين يعبر فقط عن توجهات الأنظمة "الديكتاتورية" فيهما.
وخلال مقابلة أجرتها معه إذاعة "عروتس شيفع" الجمعة، نوه بلاوي، المحاضر في جامعة "أرئيل"، إلى أن كل استطلاعات الرأي والدراسات المنهجية التي أجريت بشأن توجهات الرأي العام في كل من الأردن ومصر تجاه إسرائيل دللت بما لا يقبل الشك على أن هذين الشعبين يرفضان بشكل مطلق اتفاقات "
السلام" مع تل أبيب.
وتوقع بلاوي أن ينهار "السلام" مع كل من الأردن ومصر بمجرد حدوث انهيار تام وحقيقي للنظامين في هذين البلدين، مشددا على أن هذا السلام مفروض من "أعلى".
وفي السياق، نوهت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إلى أن الحرص على عرض مسلسل "حارة اليهود" يعكس التحولات الدراماتيكية غير المسبوقة في العلاقة بين إسرائيل ومصر تحت حكم عبد الفتاح السيسي.
وفي تقرير نشرته الجمعة، نوهت الصحيفة إلى أن التعاون بين القاهرة وتل أبيب وصل في عهد السيسي إلى مستويات غير مسبوقة، سيما على صعيد التنسيق الأمني والتعاون الاستراتيجي.
ويذكر أن الجنرال عاموس جلعاد، مدير الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الصهيونية قد وصف، خلال كلمته التي ألقاها أمام مؤتمر هرتسليا للأمن القومي، الانقلاب الذي قادة السيسي بأنه "أهم معجزة أمنية حدثت لإسرائيل".
المفارقة أن عرص المسلسل الذي يعطي انطباعات إيجابية عن اليهود يأتي في الوقت الذي أعلنت فيه وزيرة الثقافة الليكودية ميري ريغف، قرارها برفض تمويل أي عرض مسرحي أو عمل فني صهيوني يضفي إنسانية على العرب والفلسطينيين.
وقد أصرت ريغف على إلغاء قرار من وزيرة الثقافة السابقة ليمور ليفنات، بتمويل عرض مسرحي بحجة أنه يسهم في "أنسنة" حياة مقاوم فلسطيني.
يشار إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية قد أشارت مؤخرا إلى تفاصيل يتم الكشف عنها لأول مرة تتعلق بالفظائع التي ارتكبها الجنود الإسرائيليون ضد الضباط والجنود المصريين الذين وقعوا في الأسر خلال حرب 67.