اعتبر المحلل الأمني الأمريكي، بيتر غرين، أن الهجمات التي عصفت بثلاث دول الجمعة الماضي، وهي تونس والكويت وفرنسا، تعكس الوجه الحقيقي لما أسماه "الإرهاب الدولي"، حيث إنها نُفّذت بثلاث طرق مختلفة وأهداف متنوعة.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن بيرغن قوله: "الهجمات تعكس بالفعل مفهوم وتكتيكات الإرهاب العالمي، فما حصل في فرنسا هو نتاج حالة من التطرف الذاتي الداخلي الذي نشأ وتأسس في فرنسا، بتأثير من داعش، ولم يسفر الهجوم سوى عن خسائر بشرية محدودة. أما في الكويت، فقد ترك الهجوم على مسجد للشيعة الكثير من القتلى والجرحى، في ظاهرة تشبه ما رأيناه بالسعودية خلال الأسابيع الماضية".
وشهدت
فرنسا وتونس والكويت، سلسلةً من الأعمال الإرهابية التي أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وكان هجوم قد استهدف فندق "أمبيريال مرحبا" في محافظة سوسة الساحلية، ما أسفر عن مقتل 39 شخصا، بينهم
تونسيون، وسياح من جنسيات بريطانية وألمانية وبلجيكية، إلى جانب منفذ الهجوم، فضلا عن إصابة 39 آخرين، بحسب آخر إحصاء لوزارة الصحة التونسية.
ووقع في فرنسا هجوم على مصنع للغاز، قرب مدينة ليون، أسفر عن مقتل شخص، وإصابة اثنين آخرين، حيث يقع المصنع في منطقة صناعية شرق البلاد، تعد من أكبر المناطق الصناعية في أوروبا.
واستهدف تفجير "انتحاري" مسجد "الإمام الصادق"، بمنطقة الصوابر في العاصمة
الكويتية الكويت، أثناء صلاة الجمعة، وقالت وزارة الصحة إن عدد ضحايا هذا التفجير بلغ 27 قتيلاً، و227 جريحا.
وقال المحلل الأمني: "أما في تونس، فقد كان الهجوم بأسلوب الفدائيين الذي يعتمد على عملية يشنها مسلح مستعد للتضحية بنفسه وتستمر لساعات أو حتى لأيام في بعض الأحيان، كما حصل في هجوم مومباي بالهند على الفندق الشهير، وبالتالي فإن تلك الهجمات تعكس تنوعا في الأهداف والتكتيكات المستخدمة من قبل الناس الذين تحركهم الأفكار الجهادية".
وحول الهجوم الذي حدث في فرنسا، أوضح بيرغن أن "العلم الأسود والأبيض الموجود بالمكان قد يكون لداعش أو للقاعدة، فهما يستخدمان العلم نفسه تقريبا، ولديهما الأسلوب نفسه، ولكن العملية تبدو أقرب إلى داعش، غير أن علينا أن ننتظر لمعرفة ما إذا كان قد سبق للمهاجم السفر إلى الخارج، فلدينا قرابة 1500 أوروبي يقاتلون في صفوف داعش".