ألقت
قوات الشرطة بالجزائر الثلاثاء، القبض على
خلية تتكون من 17 شخصا ببلدة " بوغني" بمحافظة تيزي وزو، شرق العاصمة، يشتبه أن لهم ارتباطا بتنظيم الدولة بسوريا.
وقال مصدر أمني رفيع في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الثلاثاء، إن الموقوفين يرتبطون بعناصر من تنظيم "داعش"، ويعملون على تأسيس نواة للتنظيم بالمنطقة، بعد فشل تنظيم"جند الخلافة"، الموالي لتنظيم الدولة في بلوغ أهدافه، ومقتل أغلب عناصره على يد اليد الجيش
الجزائري.
وأمر قاضي التحقيق لدى محكمة ذراع الميزان، بنفس المحافظة بالحبس المؤقت للموقوفين، في انتظار إحالة أوراقهم على المحاكمة.
ووجهت لهؤلاء تهم: تقديم السند والدعم لجماعة إرهابية، وعدم التبليغ عن إرهابيين، وحسب التحقيقات الأولية، فإن المجموعة عملت في وقت سابق لفائدة مجموعات مسلحة، من خلال أعمال تجسس على تحركات أفراد الشرطة والجيش وإسناد المتطرفين بالمؤونة والألبسة، بحكم أنهم لم تكن لهم سوابق قضائية.
وتعتبر هذه الخلية التي تم وضع حد لنشاطها من أكبر الخلايا المفككة بمنطقة القبائل، شرق الجزائر حيث يتراوح أعمار المجموعة بين 19 و27 عاما وهم من شباب المنطقة بوغني.
وتعاني المجموعات المسلحة بمنطقة القبائل الجزائرية، حصارا لأزيد من 12 شهر، من قبل قوات الشرطة و الجيش، التي عززت تواجدها هناك منذ مقتل الرعية الفرنسي هيفيه غورديل على يد تنظيم الدولة، ذبحا يوم 26 أيلول/ سبتمبر، من العام الماضي.
وقتلت قوات الجيش 25 مسلحا تابع لتنظيم الدولة، في أكبر عملية أمنية يقوم بها الجيش الجزائري منذ عقدين، يوم 15 أيار/ مايو، الماضي.
وطورت الجزائر منظومتها الدفاعية الداخلية في إطار محاربة الإرهاب بشكل متسارع منذ سنوات، وصارت تتبنى منظومة عصرية، مشبعة بدرجة عالية من التكنولوجيا.
وقال مولود دحماني، الباحث وأستاذ العلوم السياسية، بجامعة الجزائر، في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الثلاثاء، إن "الجزائر ضاعفت من إنفاقها العسكري فأضحت اقتصادها أقرب إلى اقتصاد حرب"، وأضاف "لكن البلاد تبقى تعيش مخاطر جمة، بسبب غياب الطرف الآخر على تأمين الحدود، خصوصا وأن ليبيا أصبحت حاضنة للأزمات، ومالي دولة هشة قابلة للاختراق الأمني".
وترسل الحكومة الجزائرية تطمينات بخصوص قدرة الجيش والشرطة على مواجهة المتغيرات الأمنية المتعلقة بالإرهاب، حتى وإن كانت حدودها تشهد توترا أمنيا غير مسبوق.
غير أن عبد المجيد مناصرة، رئيس "جبهة التغيير" بالجزائر، يرى أن هذه الخطابات غير واقعية، وقال بمؤتمر خصص لبحث انعكاسات الهجوم الإرهابي على منتجع سياحي بتونس نظم الثلاثاء بالعاصمة الجزائر، "لا ينبغي الانسياق دائما وراء خطاب أن الجزائر بخير وهي ليست تونس أو ليبيا أو غيرها من مناطق التوتر، بل ينبغي أن يطرح دوما سؤال: هل الجزائر محصنة من الإرهاب".
وأوضح مناصرة أن:"عملية تقنتورين في كانون الثاني/ يناير عام 2013 وقتل فيها الرعية الفرنسي هرفي غوردال، وجهان لإرهاب معولم وليس محليا، وبالتالي أولى هذه الأساسيات بالنسبة للجزائر، هي أن المنطقة كلها مستهدفة ومهددة بالتقسيم، خصوصا شمال أفريقيا عن طريق رؤى إستراتيجية وأمنية".
ويعتقد الضابط المتقاعد من الجيش الجزائري محمد خلفاوي، في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الثلاثاء، أن "سقوط ليبيا وتقسيمها يعني أن الدور آت على الجزائر لا محالة، ونفس الشيء بالنسبة إلى تونس، فإن سقوطها يعني سقوطنا".
واستدرك خلفاوي قائلا "باستثناء حدودنا مع تونس، فإن الباقي ملتهب ولا يساعد على الحديث بأريحية عن وضعنا الداخلي، الذي يتطلب عناية أكبر من جانب الدولة، بداية من تكريس المواطنة وبالمزيد من الانفتاح السياسي".