وجهت جريدة "
الأهرام"
المصرية (الناطقة بلسان حال نظام رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي)، أصابع الاتهام إلى رئيس
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ
يوسف القرضاوي، بالمسؤولية عن مقتل النائب العام المصري المستشار هشام بركات، الإثنين، في تفجير سيارة مفخخة بموكبه.
وقالت "الأهرام" الأربعاء، "لا يمكن بحال من الأحوال تبرئة الشيخ يوسف القرضاوي من دم النائب العام المستشار هشام بركات، حيث أطلق فتوى قتل القضاة على لسان اثنين من أقرب الناس إليه هما عصام تليمة مدير مكتبه، وأكرم كساب الذى يترأس جمعية تلامذة الشيخ القرضاوى".
وزعمت الصحيفة أن ذلك "ربما رغبة من القرضاوي في عدم إحرج النظام القطري، الذي يأويه إن صدرت الفتوى على لسانه مباشرة، خاصة أن بعض الدول الخليجية كالإمارات حظرت الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذى يترأسه القرضاوي، وينتمي إليه كساب"، وفق الصحيفة.
وكان الشيخ القرضاوي أدان في وقت سابق اغتيال النائب العام، إذ قال "ندين اغتيال النائب العام المصري، وندين سائر التفجيرات الممنهجة التي يقتات عليها الانقلاب، وهذا ما حذرنا منه مرارا، من دفع البلاد دفعا إلى دوامة العنف (إنك لن تجني من الشوك العنب)، ولا يمكننا إغفال الشكوك التي يثيرها البعض، من أن الانقلاب يقتل أبناءه كما قتل المواطنين في الشوارع.. ها قد أفضى النائب العام إلى ما قدم، فهل أغنى عنه منصبه ؟! وبم سيجيب ربه؟!.
لكن "الأهرام" أشارت إلى أنه "في اتصال هاتفي مع برنامج "يوم جديد" على قناة "مصر الآن" الإخوانية في 18 أيار/مايو، قال أكرم كساب عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذى يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي إنه كتب على صفحته "فيسبوك"، إن "الخلاص من
قضاة العسكر والقضاء عليهم فريضة شرعية، وضرورة بشرية وأمنية ثورية، ليكون بذلك أول من أفتى للإرهابيين علنا باستهداف القضاة، وبالتالى يتحمل وزر اغتيال المستشار هشام بركات على أيدي عناصر إرهابية محظورة صباح الاثنين الماضى".
وأضافت "الأهرام"، أنه عند سؤال كساب عن رد فعل الشباب الذين قد ينجرفون لأفعال بعد استفزازهم بتلك الأمور، قال للمذيعة التى تحاوره "أي انجراف تقصدين؟ هل تقصدين أنهم ربما قتلوا قاضيا من القضاة أو مجرما من مجرمي الشرطة أو مجرمي العسكر؟ هل هذا يسمى انجرافا؟ دعينا نسمى الأمور بمسمياتها فهؤلاء القضاة، وهؤلاء العسكر ينبغى القصاص منهم".
وأضافت "الأهرام"، "نفس فتوى كساب لقتل القضاة تبناها تلميذ آخر للقرضاوي هو عصام تليمة، مدير مكتبه، حيث رد على سؤال لمذيع بفضائية "مكملين"، التابعة للإخوان، حول حكم الشرع في موقف مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام من القضية، بقوله: "كل من أعدم مظلوما، وقدمه للمحاكمة، وأقر بالإعدام، حده الشرعي هو القصاص، وشوقي علام عارف هذا الكلام، من حكم على شخص بريء بالشنق يُشنق، هذا هو الإسلام، والجزاء من جنس العمل".
وعلقت الصحيفة بالقول: "تعكس فتاوى كساب وتليمة -بكل تأكيد- موقف الشيخ القرضاوي نفسه، حيث لا يمكن بحال من الأحوال تخيل أن مدير مكتبه عصام تليمة أو تلميذه النجيب أكرم كساب يمكن أن يفتيا بفتوى لا يوافق عليها شخصيا، والمؤكد أنه هو شخصيا صاحب الفتوى، ولكن جرى نشرها على لسان تلميذيه حتى لايحرج النظام القطرى "، وفق الصحيفة.
وكانت محكمة جنايات القاهرة أصدرت يوم 16 حزيران/ يونيو الماضي، حكما غيابيا بالإعدام بحق الشيخ القرضاوي، بدعوى إدانته في القضية المعروفة إعلاميا بقضية "اقتحام السجون"، خلال ثورة 25 يناير 2011.
وقد وصف الداعية المصري القضية بأنها ملفقة من قبل رجال الأمن لإحداث فوضى في مصر، واصفا حكم الإعدام الذي صدر بحقه بأنه "لا قيمة له".