كشف مقاتل من قوات الصحوة العشائرية في
العراق؛ تفاصيل انسحاب الجيش من معركة كبيرة، وتركهم لوحدهم بمواجهة قوات
تنظيم الدولة في منطقة
زوبع التابعة لمحافظة
الأنبار، غرب بغداد، مبينا أن حجم الخسائر في تلك المعركة لم يعلن عن حقيقتها حتى الآن.
وقال المصدر لـ"
عربي21" إن الهجوم الذي يستهدف منطقة زوبع تم تحديد موعده في بداية الشهر الجاري، وتقرر أن تقوم به قوة من الجيش تتبع لعمليات العاصمة، وفوجان من الحشد الشعبي، بمساندة من شرطة طوارئ الأنبار وقوات الصحوة العشائرية التي يقودها الشيخ والمسؤول المحلي فيصل العيساوي.
وتابع أن التمهيد للهجوم قام به الطيران الحربي الذي قصف المنطقة بشدة، وتبعه قصف مماثل من المدفعية استمر لأكثر من ساعتين، وشوهدت على أثره أعمدة الدخان ترتفع من المنطقة المستهدفة، مبينا أن تحرك مقاتلي
الصحوات بدأ بعد نهاية القصف، وأن واجبهم كان حماية مناطق الجوانب لتقدم الجيش والحشد، ومنع أي محاولة تسلل من الخلف لاستهداف هذه القوات.
وأوضح المصدر المقاتل في حديثه لــ"
عربي21"؛ أن الهجوم البري توقف بعد أقل من ساعة على بدايته بسبب كثافة النيران، فضلا عن استهداف القوات المهاجمة بعدد من العجلات المفخخة، مشيرا إلى أن قوات الجيش والحشد انسحبت بشكل هستيري وتركت مقاتلي الصحوة وفوج طوارئ الشرطة الذين انسحبوا بدورهم بعد خسارتهم عددا من العناصر.
وأشار إلى أن تحديد حجم خسائر الجيش والحشد في هذا الهجوم هو أمر مستحيل؛ لأن حالة الفوضى التي سادت الهروب الجماعي منعت معرفة مصير من قتل أو تم أسره خلال المعركة.
وبين المقاتل العشائري أن اجتماعا عقد لاحقا، جمع قياديين في الصحوة والجيش والحشد، وأن قائدا برتبة فريق في الجيش برر عملية الانسحاب بأنها تمت تنفيذا لأوامر عليا، وبسبب نقص في التجهيزات والاستعدادات.
لكن المصدر العشائرية وصف هذا التبرير بـأنه" غير صحيح"، مؤكدا أن التحضيرات لهذه المعركة استغرقت أكثر من أسبوعين.
وختم المقاتل العشائري حديثه مع "
عربي21" بالإشارة إلى أن انسحاب الجيش والحشد من معركة زوبع، وترك عناصر الصحوة لوحدهم بمواجهة عناصر التنظيم هي حالة متكررة وليست الأولى، مستشهدا بما حصل في مدينة الرمادي، في شهر أيار/ مايو الماضي، حين هربت قوات النخبة في الجيش وتركت خلفها عناصر الشرطة المحلية، ومقاتلي الصحوات الذين وقعوا فريسة سهلة لنيران التنظيم.
من جهتها، رفضت وزارة الدفاع العراقية التعليق على موضوع الانسحاب من منطقة زوبع بعد معركة مع تنظيم الدولة، فيما اكتفى مصدر في إدارة العمليات العسكرية، بالإشارة إلى أنهم يعتزمون القيام بهجوم قريب على المنطقة، وأن التحضيرات جارية لهذا الأمر، حسب قوله.