أكد شيخ
الأزهر،
أحمد الطيب، تحفظ
السنة على ما تسمى بـ"نظرية الإمامة" عند
الشيعة، معتبرا أن مبايعة علي بن أبي طالب للخلفاء الراشدين الثلاثة الذين سبقوه تسقط هذه النظرية من جذورها.
وقال شيخ الأزهر، في حديثه اليومي على التلفزيون
المصري، إن "أهل السنة يتحفظون على نظرية الإمامة، كما يراها الشيعة الإمامية، ويرفضونها جملة وتفصيلا، كما وردت في تراثهم القديم والحديث"، متابعا بالقول: "قلنا إن قول النبي: (من كنت مولاه فعلي مولاه) أمام المسلمين لا يصلح أن يكون نصا صريحا يلزم المسلم بأن يكون عليا هو الإمام بعد رسول الله.. لأن الجميع فهم أن هذا تقدير خاص لسيدنا علي".
وأضاف الطيب أن "التحفظ الثاني على كلام الشيعة الإمامية أنهم قالوا إن الصحابة خانوا عهد الله وعهد رسوله.. ورضوا أن يغتصب أبو بكر وعمر وعثمان الخلافة من سيدنا علي، وهذا كلام غير معقول، إذ كيف يوصف الصحابة الكرام بالخيانة ونقض العهد، مع أنهم ظلوا على مدار 23 عاما يجاهدون مع النبي بأموالهم وأنفسهم، ويهجرون بيوتهم وأولادهم، ويصبرون على الشدائد، إلى أن أظهر الله الدين على يدي النبي.. وعلى أيديهم، ثم حملوا إلينا القرآن الكريم، وبلغوا لنا هذا الدين الحنيف من بعد رسول الله".
وأكد شيخ الأزهر أنه "لا يعقل أبدا أن يشطب هؤلاء الصحابة تاريخهم بجرة قلم، ويتحللوا من النبي والوحي والقرآن، ويخونوا الله ورسوله -كما يقول الشيعة- ثم إن كانوا خونة، فالشيعة كالسنة أخذوا القرآن وفهموه من الصحابة، ولم يأخذوه من سيدنا علي فقط".
وأضاف شيخ الأزهر، بحسب ما أورد الموقع الرسمي لـ"مشيخة الأزهر"، نقلا عن التلفزيون المصري، بقوله: "ومن يقول إنه خاف على المسلمين أن ينقسموا ويحارب بعضهم بعضا يجاب عليه بأن الخلاف حدث بينه وبين معاوية بعد 25 سنة، وانقسم المسلمون بالفعل، وقاتل بعضهم بعضا".
وقال إن "سيدنا علي بشجاعته وبسالته، لو كان يعتقد أن إمامته منصوص عليها من الله، ما بخل بنفسه في سبيل تنفيذ هذا النص الإلهي، والتاريخ يسجل أنه بايع أبا بكر وبايع عمر وبايع عثمان".
واختتم شيخ الأزهر حديثه بأن "نظرية الإمامة بهذا التشدد، الذي كتبت به في تراث الشيعة الإمامية، ترتبت عليها ثمرات مرة من تخوين الصحابة الكرام، وتكريس لثقافة الحقد والكراهية، وهذا خلاف المعهود والمنقول عنهم، سواء في كتب السيرة أو كتب التاريخ المعتمدة"، بحسب قوله.