تتواصل المعارك في
الزبداني بريف دمشق، لليوم الثامن على التوالي، بين قوات المعارضة من جهة، والنظام السوري، وحركة
حزب الله اللبناني من جهة أخرى، وسط استمرار سقوط البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام على منازل المدنيين بغزارة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد البراميل المتفجرة التي أحصيت خلال يوم السبت تجاوز الـ40 برميل، بالإضافة إلى عشرات القذائف، وصواريخ الأرض أرض، التي دمّرت مناطق كاملة داخل الزبداني.
وقالت صفحة تنسيقية مدينة الزبداني، إن "الثوار استعادوا قلعة الزهراء الواقعة على أطراف المدينة، عقب احتلالها قبل أيام من قبل مليشيات حزب الله"، مشيرين إلى أن استعادة القلعة جاء بعد هجوم باغت الحزب والنظام سويا.
وأوضحت التنسيقية أن الثوار "يسطرون صمودا أسطوريا في وجه النظام وحزب الله، ويقاتلون على عدة محاور في الزبداني، رغم البراميل المتفجرة التي لا تتوقف، ورغم صعوبة وصول أي إمداد لهم".
وطالب ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بقية الفصائل العاملة في ريف دمشق، بالضغط على النظام لجرّه إلى مناطق مختلفة، وتشتيت جهوده في الزبداني، حيث خصص الجيش السوري "الوحدة الرابعة"، بأكملها لمساندة مليشيات حزب الله، التي تحاول السيطرة على المدينة الاستراتيجية.
ورغم المعلومات التي تفيد بوقوع أكثر من 20 قتيلا من حزب الله في الزبداني يوم السبت فقط، إلّا أن فصائل المعارضة داخل المدينة تلتزم الصمت منذ اليوم الأول في المعركة، وتقتصر الأخبار التي تنقل من داخل المدينة على ناشطين إعلاميين.
ويفسّر بعض الناشطين ذلك التكتم بالقول إن "الثوار تعلموا من المعارك السابقة بأن السبق الإعلامي ضره أكبر من نفعه، لذلك لا يطلقون أي تصريحات، بخلاف تنظيم الدولة الذي يسعى لسرقة إنجازات الثوار".
وتبث وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة، بالإضافة إلى حساب "ولاية دمشق"، صورا وفيديوهات بشكل دوري، لما قالوا إنه "جانب من معارك الدولة الإسلامية ضد حزب الله والجيش النصيري في الزبداني"، مع عدم التطرق بتاتا لبقية الفصائل.
وأعرب جهاديون عبر موقع "تويتر"، عن تفاؤلهم في الأيام القادمة، بعد تسريب معلومات تفيد بأن "أبو مالك التلي"، أمير تنظيم "جبهة النصرة" في القلمون، أعطى أوامره لمجموعته في الزبداني لتغيير مجرى المعركة.
وأكد "أبو هاشم الأنصاري"، أحد قادة "النصرة" في الزبداني، تلك التسريبات، قائلا: "ستشهد محاور القتال في الزبداني تغيرات كبيرة بإذن الله، فقد أمرنا شيخنا أبو مالك بمهام ستجعل حزب الله في حيرة من أمره".
وتشير المعلومات إلى أن حركة أحرار الشام الإسلامية هي أكثر الفصائل من حيث العدد والعتاد مشاركة في معارك "الزبداني"، وتأتي بعدها فصائل من الجيش الحر، وأخرى إسلامية أبرزها "جبهة النصرة".
وتأتي الأخبار المتوالية عن "صمود" الثوار في الزبداني، وتكبيد حزب الله خسائر فادحة، بعد أقل من يوم على انتشار تسجيل صوتي لمحادثة عدد من عناصر الحزب عبر "اللاسلكي"، أظهر مدى الحالة السيئة التي وصلوا لها.
وبيّن التسجيل، الذي أعدت "
عربي21" تقريرا حوله (
هنا)، قلة الدعم والمساندة التي تصل إلى مقاتلي "حزب الله" في الزبداني، ما تسبب بمشادة قاسية اللهجة بين ثلاثة من عناصر الحزب، متهمين بعضهم البعض بالتخاذل.