سياسة عربية

حملات اعتقال هي الأضخم منذ عام وسط دمشق

هدوء دمشق يخفي تحته حملة قمع مكثفة
هدوء دمشق يخفي تحته حملة قمع مكثفة
يعاني سكان دمشق من تصاعد عمليات الاختطاف تحت تهديد السلاح، التي تنفذها مليشيات الدفاع الوطني (الشبيحة)، بهدف الابتزاز المالي في معظم الحالات، على مرأى من الأجهزة الأمنية الرسمية، لكن أضيف إلى ذلك مؤخرا حملات اعتقال تنفذها أجهزة النظام السوري، وصفت بأنها الأوسع في دمشق من نحو عام.

وقال الناشط الإعلامي أبو قاسم الدمشقي، لـ"عربي21": "لقد داهمت أجهزة الأمن السوري المدعومة بمليشيات ولجان الدفاع الوطني خلال اليومين الماضيين عدة أحياء في مناطق متفرقة في دمشق، مستهدفة الأحياء السكنية التي تُعرف بميولها الثوري، والتي كان لها حراك سلمي مع اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظام الحكم".

وطالت الاعتقالات أحياء المزة، وكفرسوسة، والميدان، والقنوات، وركن الدين، وأحياء أخرى. وقد اعتلق أكثر من 150 شابا وفتاة، بذريعة أنهم من المطلوبين أو المتورطين بأعمال ضد النظام. وشملت المداهمات منازل سكنية، ومحلات تجارية، وصالات رياضية، ومساجد، إضافة إلى اعتقال العشرات منهم من خلال نصب حواجز متحرة (طيارة) في بعض الشوارع الفرعية.

وأردف الدمشقي قائلا: "ما تشهده دمشق عموما من مضايقات وحملات اعتقال ما تزال مستمرة ضمن المناطق التي يشهد لها بتاريخها الثوري؛ ما هي إلا سياسة باتت معروفة من قبل النظام السوري ومليشياته لتهجير السكان الأصليين من عاصمة الأمويين"، حسب قوله.

وأوضح أن التهم التي يوجهها النظام السوري للمعتقلين هي تهم عشوائية، مضيفا: "إن كان النظام السوري يدعي حماية العاصمة، فعليه بداية كبح جماح مليشياته الطائفية، وليس تقويتهم على حساب سُنّتها".

وأشار الناشط إلى أن النظام السوري يضيق الخناق على أهل دمشق، وفي الوقت ذاته يهلل ويُكبر لـ"شيعة إيران والضاحية"، ورأى أن دمشق بمسجدها الأموي على طريق الاكتساء بـ"حلة شيعية" تدريجيا.

بدوره، ذكر الناشط الإعلامي يوسف العبد الله، لـ"عربي21"، أن الأحياء الدمشقية العريقة التي كان لها نشاط ثوري؛ تواجه حملات اعتقال هي الأضخم من نوعها منذ عام تقريبا.

ورأى العبد الله أن سبب هذه الحملات يعود بشكل أساسي إلى الهدوء الكبير الحاصل في جبهات القتال، وخاصة على جبهات الغوطتين الشرقية والغربية، وقال إن مخابرات النظام السوري تستغل فترات الهدوء لتصفية حساباتها مع ناشطين ومدنيين سابقين، كانوا قد شاركوا في الحراك الثوري في عام 2011، وذلك بهدف إخلاء العاصمة من الفئة النشطة فيها، والتي من الممكن أن تعود لركب الثورة في أي وقت، حسب تقديره.

وسائل إعلام النظام السوري الرسمية أو المقربة منها في العاصمة السورية، تعمدت على بث صور لبعض الأسواق وحركة المدنيين فيها، الأمر الذي عقب عليه العبد الله قائلا: "حقيقة توقعنا من مصادر النظام الإعلامية مثل هذه التحركات، فهو شهير بها، من أجل تكذيب أخبار الاعتقال التي نصدرها، وأن الوضع الميداني سليم لا غبار عليه".

وتتزامن حملات الاعتقال مع إحياء الشيعة، من لبنان والعراق وإيران، ليوم القدس في المسجد الأموي السني الأثري، في مؤشر على نفوذ هذه المجموعات في سوريا.
التعليقات (0)