دعت الحكومة
اليمنية المعترف بها دوليا اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تسلم "مئات الأسرى التابعين للمتمردين الحوثيين، وقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، ممن أسروا أو استسلموا" في مدينة
عدن جنوبي البلاد.
ويأتي ذلك بعد ساعات من سيطرة الجيش ولجان المقاومة الشعبية الموالية للسلطة المعترف بها دوليا على أهم أحياء المدينة، ومطار عدن الدولي، وجبل حديد، وانهيار جبهات الحوثيين وقوات الجيش المتحالفة معهم.
وشنت مقاتلات التحالف بقيادة السعودية الأربعاء غارات جوية، وصفت بالعنيفة والمكثفة على قاعدة الديلمي الجوية ومطار صنعاء ومبنى القوات الجوية شمالي العاصمة اليمنية، كما استهدفت غارات أخرى مخازن الأسلحة في بعض التلال المحيطة بالعاصمة ما أسفر عن انفجارات ضخمة.
وكانت القوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا
عبد ربه منصور هادي قد أعلنت الثلاثاء عن شن "عملية عسكرية" أطلق عليها اسم "السهم الذهبي"، وهي عملية موسعة لاستعادة السيطرة على عدن، وطرد الحوثيين بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده السعودية..
ودعا راجح بادي، الناطق باسم الحكومة في تصريحات صحفية، وسائل الإعلام الدولية والمنظمات العالمية لزيارة مدينة عدن للاطلاع على ما وصفه بـ"الدمار الكبير والمخيف" الذي لحق بها بسبب اقتحام من سماهم بـ"مليشيا الحوثيين وصالح" لها وقصف منازلها بشكل "عشوائي وهستيري"، مشيرا إلى أن "التقدم العسكري المحرز في عدن" تم بتنسيق ودعم مباشر من
قوات التحالف.
وتحاصر قوات الجيش الموالية لهادي، مع مقاتلي "اللجان الشعبية"، من تبقى من المسلحين الحوثيين في منطقتي التواهي والمعلا بمدينة عدن.
وقال "مجلس المقاومة الشعبية" في تصريحات منسوبة لقيادات ميدانية إن أعدادا كبيرة من الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري المتبقين في هاتين المنطقتين بدأوا في الاستسلام.
وأشار "المجلس" إلى أن عبد الخالق الحوثي شقيق زعيم الحركة الحوثية من بين المحاصرين.
وأكد نايف البكري وكيل محافظة عدن في تصريحات صحفية أن "الحوثيين محاصرون في هذه المناطق بعد قطع جميع خطوط الإمداد لهم، ولم يعد أمامهم سوى الاستسلام أو الموت".
وأكد مقربون من "المجلس" توجه قوات كبيرة باتجاه محافظة لحج بعد قطع الإمدادات للحوثيين من جهة محافظة أبين لاستعادة قاعدة العند الجوية من أيدي الحوثيين، حيث تدور هناك منذ مساء الثلاثاء
اشتباكات عنيفة.
واستمرت مقاتلات التحالف في قصف مواقع تقول إنها للحوثيين ولوحدات عسكرية موالية لعبد الله صالح في محافظات صعده وحجه وعمران والضالع ومأرب وتعز.
ونشرت القوات الموالية لهادي صورا تظهر سيطرتها على مطار عدن الدولي وجبل حديد ومعسكر بدر ومدينة العمّال وحي خور مكسر ورأس عمران مناطق أخرى في مدينة عدن.
وتحدث مسؤولون محليون مقربون من هادي عن ترتيبات لعودة قريبة له مع الحكومة الموجودة في العاصمة السعودية الرياض إلى مدينة عدن خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأصدر
الحوثيون بيانا نسبوه إلى أهالي عدن ومكونات جنوبية، ونشرته وكالة سبأ للأنباء التي يسيطرون عليها، اعتبروا فيه أن ما حدث من انهيار عسكري لقواتهم في عدن "غزوا" ممن سموهم بـ"المرتزقة".
وتعيش اليمن على وقع فوضى عارمة عقب سيطرة المتمردين الحوثيين على أهم المؤسسات الإستراتيجية والحيوية في البلاد، ما دفع بالرئيس عبد ربه منصور هادي إلى الهروب إلى السعودية، حيث أعلن هناك عن تشكيل حكومة يمنية، دعمها المنتظم الدولي.