أثر إعلان السلطات
التونسية حالة الطوارئ في البلاد، بعد العمليات
الإرهابية التي استهدفت تونس خلال الشهور الأخيرة بشكل كبير على قطاع
السياحة في هذا البلد الذي وضع أولى خطواته في سكة الإنتقال الديمقراطي.
وأقرت وزيرة السيّاحة والصناعات التّقليدية التونسية في تصريحات إعلامية، بوجود تراجع كبير في نسبة السياح الأجانب في تونس، يصل إلى قرابة 70% في الفترة الصيفية الحالية، مشيرة إلى أن هذا التراجع اللافت يعود إلى "هجوم باردو" الذي أودى بحياة 21 سائحا أجنبيا، وهجوم سوسة الذي سقط على إثره 38 سائحا، 30 منهم من البريطانيين".
ومباشرة بعد هجوم سوسة وما خلفه من خسائر في الأرواح، خاصة الأجانب منهم، دعت عدة دول أوروبية مواطنيها إلى عدم السفر إلى تونس إلا عند الضرورة القصوى، كما ناشدت السياح المتواجدين بتونس إلى المغادرة فورا، تحسبا لأي هجودم إرهابي جديد.
وأضافت الوزيرة التونسية "ستكون لنا زيارة إلى بريطانيا في الأسبوع القادم، وسيكون هناك لقاء مع رئيس البرلمان البريطاني، وعدد من النواب والسياسيين، للتطرق لدعوة بريطانيا رعاياها إلى مغادرة تونس بعد الهجمة الإرهابية الأخيرة في سوسة".
وتابعت بحسب ما نقلته وكالة الأناضول "هناك إمكانية لتجاوز هذه الإشكالية إذا ما عادت الظروف الأمنية إلى استقرارها، حيث ليس هناك تراجع بالنسبة للسياح الجزائريين الوافدين إلى تونس، وستكون أعدادهم متقاربة مع ما تم تسجيله في السنة الماضية، إذ قدِّر بواحد مليون و300 سائح جزائري".
وتراجع عدد السياح الوافدين على تونس في 6 أشهر الأولى من سنة 2015 إلى 2.470.171 سائحا، بعد أن كان العدد يقدر بـ3.123.607 سائحا في الفترة نفسها من 2014.
وكان رئيس الجمهوية التونسية الباجي قائد السبسي، أعلن السبت 4 يوليو 2015، حالة الطوارئ، بعد عمليتين إرهابيتين راح ضحيتهما نحو 60 قتيلا، فيما يستعد البرلمان التونسي إلى المصادقة على قانون مكافحة الإرهاب.
وتعد السياحة أحد أعمدة الاقتصاد في تونس، إذ تشغل أكثر من 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، وتساهم بنسبة 7 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، وتدر ما بين 18 و20 بالمائة من مداخيل تونس السنوية من العملات الأجنبية.
تجدر الإشارة أن عائدات السياحة خلال السدس الأول من العام الجاري، سجلت تراجعا ملحوظا بنسبة 17.1%، حيث بلغت 1.1987 مليار دينار تونسي (630.8 مليون دولار أمريكي) مقابل 1.4453 مليار دينار (760.6 مليون دولار)، في الفترة نفسها من 2014، وفق إحصائيات نشرتها وزارة السياحة، الجمعة الماضي.
وسجل عدد الوافدين إلى تونس تراجعا بنسبة 20.9%، حيث بلغ عددهم حوالي 2 مليون و500 ألف وافد، مقابل ما يقارب 3 ملايين و200 ألف وافد في السدس الأول من 2014.