دافعت ميركل عن سياسة حكومتها فيما يتعلق بمنح اللجوء - ا ف ب
نشرت صحيفة الأندبندنت البريطانية، تقريرا حول الحوار الذي دار بين المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وفتاة فلسطينية تواجه صحبة عائلتها خطر الترحيل من ألمانيا، والذي أثار موجة ردود أفعال قوية في ألمانيا والعالم، بعد أن فشلت ميركل في إظهار بعض التعاطف وطمأنة الفتاة الفلسطينية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي نشرته "عربي21"، إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعرضت لانتقادات كبيرة، لأنها تسببت في إجهاش فتاة فلسطينية بالبكاء، بعد أن صارحتها بأنها لا تستطيع إنقاذ عائلتها من الترحيل إلى الخارج، ومواجهة مصير مجهول.
وأوردت الصحيفة أن هذه الطفلة التي تدعى ريم، كانت ضمن مجموعة من التلاميذ الذين تم تجميعهم في مدينة روستوك، الأربعاء الماضي للظهور في برنامج تلفزي مع المستشارة الألمانية.
وقد قالت ريم أنها تعيش مع عائلتها في ألمانيا منذ أربع سنوات، بعد أن نقلهم من مخيم للاجئين في لبنان، ولكنها تواجه الآن خطر الترحيل في أية لحظة، لأنهم يحملون صفة لاجئ مؤقت في ألمانيا.
ونقلت الصحيفة عن ريم أنها قالت بلغة ألمانية طليقة: "مادمت لا أعلم كم من الوقت سأبقى هنا، فإنني لا أعلم كيف سيكون مستقبلي".
وأضافت: "أنا فعلا أتمنى أن أدرس في ألمانيا، إنه من غير العدل أن أشاهد الآخرين يستمتعون بحياتهم بينما أنا لا أستطيع الاستمتاع معهم".
وقالت الصحيفة أن ميركل، التي كانت تتوقع طرح أسئلة روتينية في البرنامج التلفزي "متعة العيش في ألمانيا"، بدت مرتبكة بعد سماع كلام ريم، وحاولت مباشرة التعامل مع هذه المفاجأة، قائلة: "أنا أتفهم كلامك، ولكنني أحيانا يجب عليا... أحيانا تكون السياسة صعبة".
وخاطبت ميركل الطفلة قائلة: "أنت إنسانة لطيفة جدا، ولكن كما تعلمين هنالك الآلاف والآلاف من الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان، وإذا قلنا لهم أنهم يستطيعون كلهم القدوم إلى هنا، ويستطيع جميع اللاجئين القدوم من إفريقيا فإننا لن نتمكن من التعامل مع هذا الوضع".
وأضافت الصحيفة أن ميركل استرسلت في دفاعها عن سياسة حكومتها فيما يتعلق بمنح اللجوء وتسريع عملية اتخاذ القرار في هذا الشأن، ولكنها لاحظت أن ريم انخرطت في البكاء، فتوقفت مباشرة وقالت لها: "تعالي يا صغيرتي، أنت فتاة رائعة".
وأوردت الصحيفة أن ميركل حاولت بقدر المستطاع مواساة هذه الفتاة الفلسطينية، عبر التعبير عن تفهمها لما تمر به هذه العائلة، ولكن كل جهود المستشارة الألمانية لم تغير من الحالة النفسية للفتاة، التي واصلت البكاء بينما ركزت كاميرات التلفزة عدساتها على وجهها الحزين.
كما ذكرت الصحيفة أن تسجيلات المقابلة انتشرت بشكل كبير على شبكة الأنترنت، وأطلقت موجة من ردود الأفعال والتغريدات، حيث انتقد الكثيرون حكومة ميركل واعتبروها "حكومة بلا شفقة أو رحمة"، واعتبروا أن المستشارة فشلت في إظهار الجانب الإنساني من شخصيتها".
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة أصدرت بيانا حاولت من خلاله إضفاء مسحة من الإيجابية على الواقعة، قائلة إنه "بعد تسعين دقيقة من المناقشات، صفق الجميع وحيوا بعضهم، وعادوا كلهم إلى منازلهم محملين بالكثير من المبادرات".