نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تقريرا لألكساندرا سيمز، حول ازدياد أعداد مرتكبي
الجرائم والجنح من المسنين في
اليابان، وازدياد نسبتهم في السجون اليابانية، حيث قالت إن بيانات حكومية جديدة في اليابان كشفت عن أن انتشار الجريمة بين المواطنين المسنين أكثر منه بين المواطنين المراهقين.
وينقل التقرير عن وكالة الشرطة الوطنية اليابانية قولها في تصريح بأن الشرطة اتخذت إجراءات ضد 23656 شخصا سنه 65 عاما أو أكثر، ما بين كانون الثاني/ يناير وحزيران/ يونيو، مقابل 19670 شخصا سنه 14 إلى 19 عاما، بحسب وكالة أنباء كيودو.
وتقول الكاتبة إن هذه هي المرة الأولى التي يزيد فيها عدد الجناة المسنين على عدد الجناة المراهقين منذ عام 1989.
ويشير التقرير إلى أن نسبة جريمة المسنين قد تضاعفت في الفترة بين 2003 و 2013، بحسب بيانات بلومبرغ، ووصلت نسبة المسنين الذين تعرضوا للتحقيقات الجنائية عام 2011 إلى 16% من مجمل الحالات الجنائية التي تم التحقيق فيها.
وتذكر الصحيفة أن تقريرا للحكومة اليابانية عام 2012 ذكر أن معظم الجنح التي يرتكبها
المسنون هي من قبيل: السرقة من محلات السوبر ماركت، ويقوم بها مسنون فقراء، مستدركة بأن الشرطة الوطنية أشارت إلى أن جرائم القتل بين المسنين تتزايد، وأن الاعتداءات تضاعفت بمعدل 50 مرة عام 2011 عنها في عام 1992.
وتلفت سيمز إلى أن إحدى افتتاحيات "جابان تايمز" ذكرت في عام 2012 أن الارتفاع المفاجئ في نسبة جرائم المسنين يعود "بدرجة رئيسة إلى الظروف الاقتصادية السيئة"، مضيفة أن ما يفاقمها هو التقليصات الكبيرة في الخدمات الاجتماعية.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه قد تم ربط هذه الزيادة في الجريمة بين المسنين إلى "التسونامي الفضية"، في إشارة إلى شعر المسنين الأبيض. وكان ازدياد نسبة المسنين وانكماش عدد السكان في اليابان موضع قلق على مدى السنوات الماضية، فنسبة السكان المسنين فوق 65 عاما تصل حاليا في اليابان إلى أكثر من ربع السكان.
وتورد الصحيفة أنه بحسب مكتب السكان المرجعي، فإنه يتوقع انكماش عدد سكان اليابان بنسبة 25% على مدى الـ 35 سنة القادمة، في
مجتمع زاد فيه متوسط العمر المتوقع، وانخفضت فيه نسبة المواليد، ما يجعل المجتمع الياباني الأسرع شيخوخة في العالم.
وتبين الكاتبة أن معدلات الجريمة أثرت على ديمغرافية السجون اليابانية، حيث هناك واحد من كل خمسة سجناء عمره قد تجاوز الستين عاما.
ويكشف التقرير عن أن "كيودو نيوز" أشارت إلى احتمال أن يرتكب بعض المسنين الجنح الخفيفة؛ لكسر مشاعر الوحدة والعزلة التي يعيشونها.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن المتخصص في علم الجريمة في جامعة "ريكوكو" البروفيسور كويتشي حاماي قال لوكالة الأنباء: "يستطيع المجرمون تكوين صداقات في السجن، ويجدون الغذاء والعناية الجيدين، بينما في الخارج قد يعانون من عدم وجود العائلة والدعم المادي".