في ما يشكل هجوما دبلوماسيا غير مسبوق على
تركيا، فقد طالب مسؤول
إسرائيلي بارز، العالم بالتدخل لطرد القبارصة الأتراك من
قبرص بوصفهم "محتلين".
وقال القيادي البارز في حزب "الليكود" والسكرتير السابق للحكومة الإسرائيلية، تسفي هاوزر، إنه يتوجب على العالم التدخل لإنهاء الاحتلال التركي لشمال قبرص.
وفي تغريدات نشرها على "تويتر" مساء الاثنين، تساءل هاوزر الذي يعتبر أقرب قيادات الليكود لرئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلا: "الأتراك الذين يحتلون قبرص هم المستوطنون وليس اليهود الذين يقطنون الضفة الغربية".
وقد جاء هجوم هاوزر على تركيا، بعد يومين من اتهامات غير مسبوقة وجهتها قيادات عسكرية إسرائيلية لتركيا بأنها تخطط للشروع في برنامج نووي.
وقد نشرت كل من مجلة "الدفاع الإسرائيلي" بتاريخ 17 تموز/ يوليو، وصحيفة "ميكور ريشون" بتاريخ 16 تموز/ يوليو تحقيقين حول ما اعتبرتاه "دلائل" على توجه الأتراك لبناء قدرات نووية خاصة بهم.
وقد استند التحقيقان إلى شهادات قدمتها قيادات بارزة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، زعمت أنها حصلت على دلائل تؤكد حقيقة التوجه التركي.
وقد انطوى التحقيقان على تناقضات فجة؛ تدلل على أن إثارة هذه القضية تهدف فقط إلى تحريض الغرب على تركيا.
وتهدف إسرائيل من إثارة الشكوك حول التوجهات التركية أيضا إلى تقليص هامش المناورة أمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وتعزيز موقف الأغلبية الجمهورية في الكونغرس المتحمسة لإبطال الاتفاق مع إيران، بزعم أن هذا الاتفاق يشجع أطرافا عربية وإسلامية أخرى على تطوير السلاح النووي.
وفي السياق، اتخذت إسرائيل من الكشف عن خلية حركة حماس التي أعلن جهاز "الشاباك" اعتقال أعضائها في الضفة الغربية مؤخرا، وهي المتهمة بتنفيذ عدة عمليات عسكرية، مبررا لمهاجمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ونقلت الإذاعة العبرية مساء الاثنين، عن مصادر قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي قولها: "إن أردوغان يسمح لصالح العاروري، عضو المكتب السياسي لحركة حماس بالإقامة في إسطنبول"، مدعية أنه "يشرف من هناك على تنفيذ عمليات للحركة في الضفة الغربية".
يذكر أن وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون، قد دعا عدة مرات حلف "الناتو" لطرد تركيا من صفوفه بحجة "دعمها للإرهاب".
وتشهد العلاقات بين كل من إسرائيل وقبرص ازدهارا غير مسبوق، على خلفية عداء كل منهما لتركيا، وبسبب تعاونهما في استخراج الغاز من البحر الأبيض المتوسط.
وكشفت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر بتاريخ 29 حزيران/ يونيو، النقاب عن أن الرئيس القبرصي نيكوس أناسطاسيادس عرض على نتنياهو إلقاء خطاب أمام اجتماع لقادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لشرح موقف إسرائيل من حل القضية الفلسطينية.
يشار إلى أن الإعلام الإسرائيلي تحدث مؤخرا بتوسع عن وجود تحالف إقليمي، يجمع كلا من إسرائيل وقبرص اليونانية ومصر، يعمل ضد تركيا.