يقول موقع "ديلي بيست" إنه قبل 42 عاما أرسلت المخابرات
الإسرائيلية (
الموساد) فريقا إلى النرويج؛ لاغتيال القيادي الفلسطيني علي حسن سلامة، ولكن أعضاءه قتلوا شابا مغربيا برئيا بدلا عنه.
ويشير التقرير إلى أن هذا حدث في مثل هذا اليوم (21 تموز/ يوليو 1973) عندما خرج عميلان إسرائيليان من سيارة فولفو رمادية في شارع ستورجتين في مدينة
ليلهامر في النرويج، وصوبا مسدسيهما باتجاه شاب كان في طريقه مع صديقته الحامل لمشاهدة فيلم سينمائي، وأطلقا عليه 14 طلقة.
ويذكر الموقع أن عميلي الموساد كانا في مهمة خاصة لاغتيال قائد مجموعة أيلول الأسود سلامة، الذي اتهمته إسرائيل بالتخطيط للاعتداء على اللاعبين الإسرائيليين في ميونخ عام 1972.
ويلفت التقرير إلى أن المسؤولة عن فريق الموساد، التي شاركت في العملية أيضا، هي سيلفيا رفائيل، ولم تكن تعرف إن كان الشخص الذي قتل هو سلامة أم شخص آخر، خاصة أنها لم تلتفت إلى الوراء للتأكد من هويته.
ويستدرك الموقع بأنه رغم ذلك لم تلغ سيلفيا الخطة التي وضعها لها وللمجموعة رئيسها في الموساد. ولم تعرف إلا لاحقا أنها قتلت الشخص الخطأ، وظهر أنه المغربي أحمد
بوشيكي.
ويذكر "ديلي بيست" أن اغتيال بوشيكي بدم بارد أدى إلى موجة احتجاج عالمية، حيث تم اعتقال سيلفيا رفائيل وخمسة من أعضاء المجموعة، وحوكموا أمام محكمة نرويجية. وأدينت سيلفيا بتهمة التخطيط للقتل والتجسس، واستخدام وثائق مزورة، وحكم عليها بالسجن مدة خمسة أعوام. وفي عام 1975 أفرج عنها، بعد قضائها 15 شهرا من الحكم.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن حكاية العميلة سيلفيا هي موضوع كتاب يسرد قصة تجنيدها والعملية في النرويج، وقام بكتابته الرجل الذي كان مسؤولا عنها في الموساد، وهو موتي كيفر في كتاب تحت عنوان "سيلفيا رفائيل: حياة وموت عميلة موساد".
ويقول الموقع إن قصة العميلة تظهر الطريقة التي ترد فيها إسرائيل على المخاطر التي تهددها، وهي مهمة خاصة بعد توقيع اتفاقية فيينا بشأن المشروع النووي الإيراني، وتعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالرد وبقوة عليه.
وينوه التقرير إلى أن رد إسرائيل على عملية أيلول الأسود في ميونخ كان سريعا، مع أن نتائجه كانت كارثية. مشيرا إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عما سيحدث أو قد يحدث نتيجة لتهديدات نتيناهو القوية، وقدرة إسرائيل على استعراض قوتها بمهارة وفعالية، بالطريقة ذاتها التي أظهرها الموساد وعملائه نيابة عن إسرائيل.
ويوضح الموقع أن الطريق للنرويج بالنسبة لسيلفيا رفائيل بدأ بطريقة مختلفة، فقد ولدت ونشأت في جنوب أفريقيا، ولكنها لم تطور هويتها اليهودية إلا بعد أن لجأ أحد أقاربها من كييف إلى بيت العائلة، بعد مقتل عائلته أثناء الهولوكوست. وبعد تخرجها من الجامعة في جنوب أفريقيا رفضت عرضا للزواج، وقررت الهجرة إلى إسرائيل، حيث عاشت في كبيوتز، وعملت في مجال تدريس اللغة الإنجليزية في تل أبيب. والتقت هناك موتي كيفر، الذي كان يريد مقابلتها والحديث معها حول وظيفة متوقعة.
ويكشف التقرير عن أن كيفر جند سيلفيا في الوحدة 118، في الأمن الإسرائيلي، وهي الوحدة المسؤولة عن العمليات الخاصة خارج إسرائيل. وبعد تقييم طويل وفترة تدريب طويلة، تحت إشراف كيفر، اختيرت سيلفيا لمهمة ملاحقة الرجل الذي كان يعتقد أنه سلامة.
ويبين الموقع أن الكاتب كيفر يربط هنا بين قصة سلامة وسيلفيا، حيث يرى أن الأخيرة قررت الدفاع عن إسرائيل بسبب قصة قريبها الناجي من الهولوكوست، أما سلامة فقد اندفع لقتال إسرائيل والانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية، نتيجة لمأساة عائلته وأداء لواجب والده، الذي جرح ومات في عام 1948. وكلا القصتين يمنح فكرة عن النزاع وأثره على السياسة الدولية وحياة الأفراد.
ويذكر التقرير أن حادث ليلهامر أدى بسيلفيا إلى فقدان الثقة بالموساد. فبعد الإفراج عنها رفضت عرضا للعمل معه، وفضلت العودة إلى النرويج والزواج من محاميها النرويجي الذي استأجرته الحكومة الإسرائيلية للدفاع عن أعضاء الموساد المعتقلين. وبعد تقاعد زوجها من العمل انتقلا إلى جنوب أفريقيا، حيث علمت بمقتل سلامة في بيروت، بعد زرع قنبلة في سيارته. وماتت بعد ذلك في جنوب أفريقيا بعد إصابتها بمرض السرطان عن عمر يناهز الـ68 عاما.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن حادثة ليلهامر ودور سيلفيا رفائيل فيها، وفشل الاستخبارات، جاءت بدافع الانتقام الذي أدى إلى موت بوشيكي. ويرى الموقع أنها دعوة تحذير من أفعال انتقامية نتيجة لتوقيع الاتفاق النووي مع إيران.