كتب راسم أوزان كوتاهيالى: حزب الشعوب الديموقراطي الممثَّل بثمانين نائبا في البرلمان حل نفسه بنفسه في الأسبوع الأخير. وهو أمر محزن فعلا من المنظور الديموقراطي، حيث أن مشروع حزب الشعوب الديموقراطي انهار تماما. فحزب الشعوب الديموقراطي أصبح في حكم العدم..
***
بعد حصوله على أكبر انتصار ديموقراطي في تاريخه، أعلن الحزب الذي يمثّل حلقة وصل بين القومية الكردية واليساريين أنه حزب باطل، وبلا حكم، بعد عملية تسليم الأسلحة الأخيرة. ونقول بكل أسف، أنه لم يبق في حياتنا السياسية حزب بتسمية الشعوب الديموقراطية.
***
لن يستطيع حزب الشعوب الديموقراطية أن يلعب دورا سياسيا ما لم يستطع الاستقلال عن وصاية رجال قنديل الذين يعطون الأوامر بتنفيذ المجازر، وما لم يستطع أن يتحدى هذا القنديل.
فبتعليمات القنديل يُقتل الناس في وسط الشوارع أو أثناء نومهم في منازلهم. وتنفّذ إعدامات على طريقة المافيا، وحزب الشعوب الديموقراطي لا يفعل أكثر من بيانات الحزن الديبلوماسية. حتى أنه لا يدين من يعطي الأوامر بتنفيذ هذه الجنايات الغادرة.
***
رئيس الحزب الذي حصل على نسبة ثلاثة عشر بالمئة، وهي نسبة لا يمكن التقليل من شأنها، أصبح يؤنّب من طرف رجال القنديل الذين لا تعرف لهم أسماء حتى. ودميرطاش لم يستطع حتى أن يضع حدا لهؤلاء.
***
وبالعكس فصاحب أصغر رتبة في إرهابيي القنديل يستطيع أن يصرّح بتصريحات مخالفة و متجاوزة لدميرطاش كيف ومتى ما شاء ذلك.
ويقول دميرطاش كلمة فتأتي تصريحات القنديل بعدها مباشرة تفنّدها وتفنّد صاحبها ولا يستطيع دميرطاش أن يعارض ذلك بكلمة واحدة.
***
نواب حزب الشعوب الديموقراطي يعيشون عبيدا تحت وصاية القنديل. تأتي الأوامر من القنديل لقتل رجال الشرطة الأبرياء، فيسكتون على ذلك. يقوم حزب العمال الكردستاني بقتل الأبرياء الملتحين الخارجين من المسجد ويسحق رؤوسهم بدعوى أنهم ينتمون لداعش، ويواصل النواب صمتهم.
***
فمن الثمانين نائبا لا يوجد من يقول بشجاعة للقنديل "كفى". وحزب الشعوب الديمقراطية هو حزب سياسي لفظيا، لأنه فقد مشروعيته الأخلاقية.
وكما قلت في البداية، مشروع حزب الشعوب الديموقراطي قد انهار. ولا يمكن أن يُخاطب الحزب بعد الآن على أنه جزء من عملية السلام.
ستستمر عملية السلام والمفاوضات من جهة، لكن من جهة أخرى أيضا ستستمر الحرب على الإرهاب.
(عن صحيفة الصباح التركية، مترجم خصيصا لـ"عربي21"، 29 تموز/ يوليو 2015)