أعلنت وزارة الأوقاف
المصرية، أن
خطبة الجمعة المقبلة، بتاريخ 22 شوال 1436 هجريا، 7 آب/ أغسطس 2015، ستكون تحت عنوان: "افتتاح
قناة السويس أنموذج للإرادة والعمل"، معتبرة أن "القناة الجديدة" فتح من الله تعالى، ومشيرة إلى أوجه شبه بين حفرها وحفر الخندق، على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وطالعت صحيفة "
عربي21" نص الخطبة الذي نشرته الوزارة على موقعها الإلكتروني، ووضعت للموضوع عناصر تتناول قيمة العمل، وأهميته في الإسلام، وأهمية دعم المشروعات الاقتصادية، وأهمية العمل بجد وإتقان، وأخيرا: ماذا بعد افتتاح قناة السويس؟
وفي البداية قالت الخطبة: "إن مما يدفع للجهد والعمل الصالح للدين والوطن تلك المشروعات الكبرى كمشروع قناة السويس الجديدة، الذي أبهر العالم، وأثبت من جديد أن الإنسان المصري هو صانع التغيير والتطوير، وهذا هو حال المسلم الحق".
وأضافت الوزارة: "سوف تكون قناة السويس الجديدة بمثابة العبور الثاني للشعب المصري حيث تجسد مستوى الإرادة والتحدي لهذا الشعب الأبي صانع المعجزات".
وتابعت الخطبة: "نعم.. عبور لا يقل عن العبور الأول المتمثل في اقتحام خط بارليف".
وأضافت: "كانت البشائر لهذا المشروع العظيم أن وفر آلاف فرص العمل للشباب في أعمال الحفر، فضلا عن بعث النشاط في العديد من الشركات المصرية التي تولت العمل في العديد من مراحل المشروع الذي سيتم افتتاحه قريبا بإذن الله تعالى".
واستطردت الخطبة: "لقد كانت قناة السويس الجديدة فتحا من الله عز وجل لشعب مصر، وإيذانا منه سبحانه بالنصر المظفر على أعداء الله والوطن، الذين أرادوا لمصر الهزيمة، والتقهقر إلى الوراء، وقد أخذ الأعداء درسا من قوة وإرادة هذا الشعب العظيم".
ثم أوردت الخطبة أدلة من آيات القرآن التي تحث على العمل، وكذلك الأدلة من السنة والآثار.
وقالت إن النظر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في غزوة الأحزاب حين وجه صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق للدفاع عن المدينة أخذا بمشورة سلمان الفارسي.. يجد دروسا في الإدارة غير التقليدية للمواقف.
وأوضحت أن من هذه الدروس: تحقيق المفاجأة بتطبيق أسلوب جديد، ووحدة القيادة واستمرارية السيطرة، والحب المتبادل بين القائد وجنوده، وضرورة الحذر من المنافقين.
وقالت الوزارة: "وهكذا كشفت هذه الغزوة، وما فيها من الحفر للخندق كيف صبر المسلمون في مواجهة الأعداء في الخارج، وفي الداخل، وكيف أخفق المنافقون ونجح المؤمنون، وقد أظهر المؤمنون من الصبر والجلد ما يدل على قوة إيمانهم، وعقيدتهم الراسخة، وأن الله أراد اختبارهم بمواجهتهم لأضخم عمل عسكري في تاريخ الصراع بينهم وبين المشركين".
وخلصت الخطبة من استعراض حفر الخندق للقول: "إن المتأمل لحفر قناة السويس الجديدة يجد الإرادة والصمود من حيث التصدي للقوى المعادية التي تسعى إلى تخريب مصر، والعبث بمقدرات الشعب المصري".
وأضافت: "يجب على المصريين في داخل مصر وخارجها أن يدعموا هذا المشروع العملاق الذي سيكون سببا بإذن الله تعالى في تحقيق التنمية الشاملة في كل المجالات، ليكون ذلك سببا في تحقيق السعادة للأجيال الحالية والمستقبلية القادمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَـأكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أوْ إِنْسَانٌ أوْ بَهِيمَةٌ إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ".
واختتمت الخطبة بالقول: "كذلك يجب علينا المحافظة عليه (المشروع)، وبذل الوسع في استمراريته بتدعيمه، والقيام عليه بكل الطاقات، وأن يكون إنجاز هذا المشروع أنموذجا لتحقيق مزيد من الإنجازات العملاقة في مجالات أخرى متعددة تكشف عن عزيمة وإرادة وتصميم هذا الشعب المصري العريق الذي يمتلك حضارة عظيمة تؤهله لتحقيق الإنجازات المصرية الكبرى.. حفظ الله مصر، وحفظ شعبها، وحفظ جيشها العظيم".
وقال مراقبون إن تخصيص خطبة الجمعة المقبلة، للحديث عن تفريعة القناة الجديدة، في اليوم التالي مباشرة للافتتاح، المقرر له الخميس، باحتفال أسطوري، يستهدف توظيف الدين، وتسخير المساجد، في ممارسة أكبر قدر من الدعاية للسيسي، ومشروعه، وهو الذي عاب دوما على الإخوان أنهم يخلطون الدين (الإسلام) بالسياسة!
انتشار مسؤولي الأوقاف على الفضائيات
إلى ذلك، انتشر عدد من مسؤولي الأوقاف على القنوات الفضائية متحدثين عن القناة الجديدة.
وقال وكيل وزارة الأوقاف بالإسماعيلية، زكريا الخطيب، في لقاء ببرنامج "صباح الخير"، بالتلفزيون المصري، السبت، من على ضفاف القناة الجديدة، إن المسلم مهمته إعمار الكون.
وأضاف أن مشروع القناة الجديدة فاتحة الخير لكل المنطقة، وفق قوله.
بيان من الوزير لتحية الشعب والقائد!
من جهته، أصدر وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، بيانا الأحد، بعنوان: "قنــــاة الأمــــل"، قال فيه: "نقف على بعد أيام من الاحتفال بتحقيق حلم عظيم بأيد مصرية عظيمة، فمشروع قناة السويس الجديدة مشروع جيل وشعب ووطن، وهو رؤية قائد حكيم، وعزيمة وكفاح شعب عظيم، حقق عبورين عظيمين الأول في أكتوبر 1973م، والثاني هو ما نشهده بإذن الله تعالى بعد أيام بافتتاح المجرى الملاحي الثاني".
وأضاف: "نستطيع أن نقول إن ثقافة إنجاز المشروعات الكبرى قد صارت سمة لازمة لهذا الشعب وقائده الحكيم:، مشيدا ب"بسالة وتضحيات قواتنا المسلحة التي اختارت أن تقف في صف الشعب وخندق الوطنية، يد تبني، وأخرى تحمل السلاح"، وفق قوله.
كما ألقى الوزير خطبة "الجمعة" في آب/أغسطس من عام 2014، من موقع المشروع، وصفه فيه بـ"الملحمة التي تمتزج فيها دماء الماضي بعرق وجهد الحاضر".
وقال: "إن مصر -بفضل الله وبفضل قيادتها الحكيمة الحالية- انطلقت إلى عصر جديد هو عصر المشروعات الكبرى".
ثم توجه بكلمة إلى العاملين في المشروع قائلا: "أنتم التطبيق العملي لما جاء في كتاب الله العزيز (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ)".
واستطرد: "البناء في مشروع قناة السويس هو الجهاد في سبيل الله، وكل من يسعى للتخريب خائن للدين والوطن".
إيقاف 6 مدراء وأئمة بدعوى أنهم إخوان
إلى ذلك، قررت وزارة الأوقاف، السبت، إيقاف وكيل الوزارة بالفيوم، ومدير الأوقاف بالبحيرة، والمفتش بأوقاف البحيرة عن العمل، مع منعهم من اعتلاء المنابر، وكذلك منع ثلاثة آخرين من اعتلاء المنابر أو أداء الدروس الدينية بالمساجد، وهم مدرس بآداب المنوفية، وواعظان سابقان بالجمعية الشرعية، بدعوى تبنيهم جميعا أفكار جماعة الإخوان المسلمين.
وعلق المفتش بأوقاف البحيرة، الشيخ عبد العزيز رجب، على قرار إيقافه عن العمل بتدوينة على حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك"، قائلا: "قراركم عندي والعدم سواء لأن الدعوة عندنا رسالة وليست وظيفة، ولن نبيع ديننا لإرضائكم، وسنظل ندافع عن ديننا ووطنا وحقوق الأئمة والمظلومين".