قال وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري، إن بلاده ستواصل تقديم
الدعم العسكري لمصر.
وأشار كيري، خلال كلمته في أولى جلسات الحوار الاستراتيجي بين
مصر والولايات المتحدة الأمريكية، بالقاهرة، الأحد، إلى المساعدات التي قدمتها بلاده لمصر، بينها طائرات F16 وأباتشي وعربات مصفحة.
وأكد أن أمريكا ستواصل "تقديم الدعم والتدريب للعسكريين المصريين في محاولة لدفع القدرات وتحقيق الأهداف القصوى للأمن".
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية سلمت مصر ثمان طائرات من طراز F16 في 30 و31 يوليو/تموز الماضي.
وأحيا كيري في القاهرة الشراكة "الاستراتيجية" مع مصر القاضية بتعاون أمني لمكافحة الإرهاب ضد الجماعات المسلحة.
وهذه الزيارة الجديدة لوزير الخارجية الأمريكي إلى مصر، وهي المحطة الأولى من جولة في الشرق الأوسط وآسيا.
وكان البلدان اللذان تربطهما علاقات مضطربة منذ الانتفاضة المصرية في 2011، حققا تقاربا في الأشهر الأخيرة وخصوصا مع استئناف المساعدة العسكرية الأمريكية البالغة 1,3 مليار دولار سنويا في آذار/مارس الماضي.
وترأس كيري ونظيره المصري سامح شكري صباح الأحد "الحوار الاستراتيجي" الذي عقد للمرة الأخيرة في 2009. وسيجري محادثات أيضا مع الرئيس المصري عبد الفتاح
السيسي.
وفي تصريحات بثها التلفزيون في بداية اللقاء مع شكري، أكد الوزير الأمريكي رغبة بلده في مساعدة مصر اقتصاديا وسياسيا.
وأضاف أن "الشعب الاميركي متمسك بالأمن والرخاء الاقتصادي للشعب المصري"، مشددا على أن "الصداقة بين بلدينا لا ترتكز على نوع من التفاهم المثالي بل على إدراك عميق لمصالحنا المشتركة في مجالي الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب".
وتشعر القاهرة وواشنطن بالقلق من تحركات المسلحين في شبه جزيرة سيناء المصرية المحاذية لقطاع غزة.
ويشكل شمال سيناء معقلا لجماعة أنصار بيت المقدس الجهادية التي أطلقت على هذه المنطقة اسم "ولاية سيناء" في تعبير عن ولائها "للخلافة" التي أعلنها تنظيم الدولة في مناطق في سوريا والعراق.
وكانت مصر مددت حالة الطوارئ في قسم من شمال سيناء المضطربة بما يشمل المنطقة الحدودية مع غزة لثلاثة أشهر إضافية بسبب "الظروف الأمنية الخطيرة" في المنطقة التي تشهد هجمات شبه يومية ضد قوات الأمن.
وقال دبلوماسي أمريكي "نشعر بقلق عميق مما يجري في سيناء". وأضاف أن "المصريين يواجهون تهديدا بالغ الخطورة من منظمات مرتبطة بتنظيم القاعدة وعلينا مساعدتهم".
وفي إطار رفع تجميد مساعدتها العسكرية، أعلنت واشنطن عن تسليم القاهرة الجمعة ثمان طائرات من طراز أف-16 من أصل 12 مقاتلة وعد بها الرئيس باراك أوباما في آذار/مارس.
وقال المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لصحافيين إن مكافحة الجهاديين ستحتل "حيزا كبيرا من المحادثات، لأننا قلقون من منحى الأحداث".
من جهة أخرى، يواصل الأمريكيون الذين يواجهون منذ 2011 في مصر معضلة التوازن بين الضرورات الأمنية والدفاع عن حقوق الإنسان، إدانة حملة القمع التي تشنها السلطات المصرية على أنصار الرئيس محمد مرسي الذي انقلب عليه العسكر وأزاحوه عن السلطة في تموز/يوليو 2013 وسجن وصدر عليه حكم بالإعدام.
ومن مصر سينتقل كيري الاثنين إلى الدوحة حيث سيلتقي نظراءه في دول مجلس التعاون الخليجي لتهدئة مخاوفهم الناتجة عن الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران في 14 تموز/يوليو في فيينا.
وكان دبلوماسي أمريكي صرح السبت أن كيري "سيحاول الإجابة على كل الأسئلة التي لا تزال تراود وزراء الخارجية على أمل أن يكونوا راضين ولضمان أن يدعموا مواصلة جهودنا".
وسيلتقي أيضا في الدوحة نظيريه الروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير للتباحث خصوصا في الملفين السوري واليمني، كما ذكرت الخارجية الأمريكية.