كتب محمود أوفر: من أنهى عملية السلام؟ سؤال بسيط و يجب أن يكون جوابه محدّدا، وللحصول على إجابة، لا نحتاج للرجوع لتاريخ عملية السلام، ولا لصلح دولما باهتشه.
فحين ترجع إلى ذلك التاريخ، ستعرف أن القنديل وحزب الشعوب الديموقراطي ومن أجل تخريب عملية السلام، قد فعلوا أشياء لا تخطر على البال.
وقد كان الإعلان الذي نشره اتحاد المجتمعات الكردي أو جناح حزب العمال الكردستاني المدني يوم العاشر من تموز/ يوليو 2015 بداية للانهيار الفعلي لعملية السلام، ثم ما فعله اتحاد المجتمعات الكردي عندما بدأ المواجهة بقتله لضابطي شرطة في منزليهما بعد حادث سوروج الإرهابي في 20 تموز/ يوليو.
سياسة العداء مع الرئيس
كيف تسير الأمور حاليا؟ حزب الشعوب الديموقراطي، وبعض السياسيين من حزب الشعب الجمهوري، والتنظيم الموازي، وصحيفة جمهورية، والإعلام القديم، ما زالوا يلقون اللوم ويتهمون الدولة بل - على الأصح- يتّهمون حزب العدالة والتنمية! هنا نرى التأثير القديم لليسار، لكن أضيف له شيء آخر قبل سنوات: وهو عداوة الرئيس أردوغان... وسبب هذا –دون شك- هو التغيير الجذري الذي حدث في تركيا. فكل ما يفعلونه هو في إطار محاولة إيقاف هذا التغيير.
وهو أيضا نفس هدف كل عمليات الكذب والنفاق منذ أحداث تقسيم حتى يومنا هذا. هذه العداوة هي ما جمع كلمة الكيان الموازي الذي كان ضد موت عملية السلام وصحيفة جمهورية مع بعض المثقفين وحزب الشعوب الديموقراطي. واستطاعت هذه العداوة أن تعميهم حتى عن هجمات حزب العمال الكردستاني فغضّوا عنها الطرف. وهي الحقيقة الأخرى التي تلوّث الهواء السياسي وتضيّق من مساحة العمل السياسي.
نداءات السلام والحقيقة على الأرض
مهم جدا في هذا الحال أن يطلق المثقفون الذين شعروا بالقلق منذ بداية الاشتباكات "نداء سلام" لكن عليهم أيضا أن لا يغمضوا أعينهم عن الحقيقة ويتجاوزوها. فلا يمكن أبدا لدعوات السلم والتصالح والتحليلات السياسية أن تتخطى الواقع بانهيار عملية السلام بإرادة الأكراد أنفسهم، فلا يمكن للدعوات التي تتغاضى عن الحقيقة أن يكون لها تأثير يُذكر.
يمكن للآخرين فعلها لكن لا يجب أن يقوم بذلك من يدعمون عملية السلام من كتّاب ومثقفين. ففي الأيام الأخيرة كانت هناك دعوات للسلام من مؤسّسات مثل منصة باريشاباك وأكاديمية باريش والبعض أيضا من أصحاب العقول بقيادة علي بايرام أوغلو وقادير إنانير.
والأولوية في الندائين هي في أن يوقِف حزب العمال الكردستاني الاشتباكات، وفي الدعوة الثالثة أن تسكت الأسلحة ويتكلم السلم، في أسلوب لم يَعُد مقنعا للأطراف التي تريد الحرب.
وهو منطلق قد يكون في مصلحة حزب الشعوب الديموقراطي الذي لم يستطع حتى الآن الخروج من تحت مظلة القنديل. فالوقت أصبح يتطلب وضوحا أكثر. فمن أجل أن تُحل الأمور سياسيا يجب أن يضع حزب العمال الكردستاني سلاحه فورا. وحينها يمكن نقاش ما يتوجّب على الدولة فعله في الأمر بكل أريحية.