مرتديا بدلة عسكرية ونظارة شمسية تخفي نظرات عينيه، وملوحا بيديه للحضور، افتتح قائد الانقلاب عبد الفتاح
السيسي قناة
السويس الجديدة مساء الخميس، في مشهد أكد إصابته بمرض "
جنون العظمة"، بحسب ناشطين.
وأطلق كثيرون على السيسي لقب "قذافي
مصر"، في إشارة إلى تشابهه في ذلك اليوم مع الرئيس الليبي الراحل "معمر القذافي"، الذي كان مهوسا بمظهره زعيما بين الجماهير.
انبهار بالخديوي إسماعيل
أظهرت سبعة مشاهد خلال الاحتفال انبهار السيسي بحكام مصر الذين عرفوا بحرصهم على مظاهر العظمة والأبهة، وعلى رأسهم الخديوي إسماعيل، الذي حكم مصر قبل نحو 150 عاما، والرئيس الراحل أنور
السادات الذي تولى الحكم بين عامي 1970 و1981.
وكان أول هذه المشاهد إقامة السيسي ثلاث منصات للاحتفال بافتتاح القناة الجديدة، الوسطى لكبار المدعويين، واليمنى لرجال الدين الإسلامي والمسيحي، واليسرى لباقي الضيوف، في محاكاة لحفل افتتاح القناة القديمة في عهد الخديوي إسماعيل.
وظهر ثاني المشاهد، في حرص السيسي على دعوة أكبر عدد من زعماء العالم لحضور الاحتفال، ليستمتع بإحساس الزعامة وسطهم، ولبى الدعوة عدد من القادة والمسؤولين العرب والأجانب، من بينهم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند وملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس السوداني عمر البشير والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وملك البحرين حمد بن عيسى، وأمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح.
أما ثالث هذه المشاهد، فكان تحرك السيسي إلى منصة الاحتفال، مستقلا يخت "المحروسة" الذي تم تشييده في عهد الخديوي إسماعيل، واستخدمه ملوك الأسرة العلوية التي حكمت مصر في رحلاتهم البحرية الباذخة، وآخرهم الملك فاروق الذي أطاح به ضباط الجيش عام 1952، في إشارة واضحة لرغبة قائد الانقلاب في الظهور كأحد ملوك مصر العظام.
وفي المساء، أقام السيسي حفلا فنيا بهذه المناسبة، بدأ بعزف للموسيقار عمر خيرت بصحبة اوركسترا دار أوبرا القاهرة، وبعده تم تقديم جزء من أوبرا "عايدة" التي تم تأليفها خصيصا بمناسبة افتتاح القناة القديمة في عهد الخديوي اسماعيل، قبل أن ينتهي الاحتفال بهتاف الحاضرين "بنحبك يا سيسي"! في رابع تلك المشاهد.
تقليد للسادات
وظهر المشهد الخامس خلال تحرك السيسي في اليخت، حينما وجه التحية لسرب من طائرات رافال الفرنسية و"إف 16" ومروحيات "أباتشي" الأمريكية التي شاركت في حفل الافتتاح بعروض جوية، في محاكاة للعروض العسكرية التي كان يقيمها السادات لإظهار قوته وافتخارا بالقوات المسلحة التي تأتمر بأمره.
وكان سادس المشاهد، في ظهور "الغرور" في كلمة السيسي خلال الاحتفال، حينما أعطى إشارة البدء لتشغيل القناة الجديدة متحدثا بصيغة الجمع، التي كان الملوك يستخدمونها قديما للتعبير عن العظمة، حيث قال: "نأذن نحن عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية ببدء تشغيل قناة السويس الجديدة".
السيسي بالزي العسكري
أما سابع هذه المشاهد، فكان تقمص السيسي لشخصية الرئيس الراحل أنور السادات الذي عرف عنه ولعه بالتصوير، والظهور أمام الكاميرات مرتديا أزياء مختلفة من بينها الزي العسكري والمدني والريفي والرياضي وغيرها، وهو الذي أعلن السيسي مرات عدة إعجابه الشديد به.
وارتدى السيسي في بداية الاحتفال الزي العسكري مقلدا السادات، الذي تفقد قناة السويس بعد إعادة افتتاحها عام 1975 مرتديا الزي العسكري الأبيض المميز للقوات البحرية المصرية.
وأثار ارتداء عبد الفتاح السيسي البذلة العسكرية خلال الاحتفال، استغراب الكثيرين، خاصة أن المناسبة ليست عسكرية، متسائلين عن سبب ارتداء السيسي الزي العسكري.
وتضاربت التفسيرات من مؤيدي الانقلاب لأسباب ارتداء السيسي البدلة العسكرية أثناء افتتاح قناة السويس الجديدة، فقال الخبير العسكري اللواء حسام سويلم، في تصريحات صحفية، إن السيسي أراد بذلك التعبير عن تقديره للدور الذي قامت به القوات المسلحة لإنهاء المشروع، مضيفا أن السيسي سعى أيضا لرفع الروح المعنوية للجنود الذين قدموا تضحيات كبيرة خلال الفترة الماضية، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب.
من جانبه، قال الإعلامي خيري رمضان إن ارتداء السيسي للزي العسكري هو أمر طبيعي، مبررا هذا التصرف بأن قائد الانقلاب يعتبر النجاح في تنفيذ المشروع بمثابة انتصار لمصر، لذلك ارتدى الزي العسكرية في هذه اللحظة التاريخية احتفالا بهذا النصر، على حد قوله.
أما صحيفة المصري اليوم، فنقلت عن مصادر عسكرية قولها إن ارتداء السيسي للزي العسكري سببه تطبيق البروتوكول المتبع فوق يخت "المحروسة" الذي يعدّ وحدة تابعة للقوات المسلحة، وأنه خلعها بمجرد نزوله من "المحروسة" لاستقبال الوفود بزيه المدني.
وهذه هي المرة الثانية التي يظهر فيها السيسي مرتديا الزي العسكري منذ توليه وصوله للحكم حزيران/ يونيو 2014، عقب انتخابات وصفت بـ"المسرحية"، رغم استقالته من القوات المسلحة، حيث ارتدى الزي العسكري أثناء زيارته لسيناء في تموز/ يوليو الماضي، عقب الهجوم الذي شنه مسلحو تنظيم "ولاية سيناء" على عدد من مواقع الجيش، وأسفر عن مصرع العشرات.
وأخيرا، قال مراقبون للشأن المصري إن ارتداء السيسي للزي العسكري يأتي في إطار الصراع الداخلي بين أجنحة النظام.