نشرت صحيفة سلايت الفرنسية تقريرا تعرضت فيه إلى ظاهرة تجنيد الأطفال الإزيدين، الذين قرروا حمل السلاح من أجل الانتقام لأقاربهم الذين تعرضوا لشتى الانتهاكات بما فيها الاختطاف، مشيرة إلى أن هؤلاء الإزيديين متمركزون في جبل
سنجار المحاذي لمدينة تلعفر، وأنهم عازمون على فعل المستحيل من أجل الانتقام من
تنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي كتبه بنجامين دليل، وترجمته "
عربي 21"، أن جبل سنجار الواقع على الحدود العراقية السورية يشهد تواجد آخر الإزيديين الذين فضلوا عدم الالتحاق بمخيمات اللاجئين الأكراد، إثر الهجمات التي استهدفتهم من قبل تنظيم الدولة، وعمليات الإعدام الجماعي وسبي النساء، عند دخوله لبلدة سنجار في 4 آب/ أغسطس من سنة 2014.
وأكدت أن هؤلاء النسوة والرجال الإزيديين، المنتمين إلى "وحدات المقاومة بسنجار"، الذي قامت مليشيات حزب
العمال الكردستاني بتأسيسها، قد أقسموا على الدفاع عن أراضيهم والانتقام من تنظيم الدولة، الذي اعتبرهم "كفارا وعبدة شيطان"، وقام باختطاف عدد منهم وإعدامهم.
وقالت الصحيفة إن وحدات حماية الشعب الكردي، وهي قوات كردية تختص بحماية الأكراد، وحليفها تنظيم "البي كا كا" أو حزب العمال الكردستاني، المصنف كتنظيم إرهابي، هم من قاموا بالسيطرة على المنطقة وتحصينها، وأن أول وحدات الإزيديين المقاتلة قد تم تكوينها إثر اقتراحهم على الناجين من المجازر التي شنها تنظيم الدولة أن يتم تدريبهم على الدفاع عن أنفسهم.
وذكرت أن معظم المقاتلين في صفوف "وحدات المقاومة بسنجار" اليوم هم شباب، يبلغون من العمر عشرين ربيعا أو أقل، وأنهم متحمسون أكثر من أي وقت مضى للدفاع عن أراضيهم.
ونقلت الصحيفة عن آري، المقاتل الإزيدي ذو الـ16 عاما، أنه سعيد بهذه التجربة التي مكنته من حمل السلاح والشعور بالأمان، وهو يؤكد صحبة زملائه أنهم سيكونون "وسيلة حماية للإزيديين عندما يحاول أعداؤهم مهاجمتهم مرة أخرى".
وأشارت الصحيفة إلى أن خليل الداخي، وهو ناشط إزيدي يعمل على إنقاذ الأطفال الذين تم اختطافهم من قبل تنظيم الدولة، يعتقد أن الاستنجاد بالمجندين من صغار السن هو نتيجة مباشرة لممارسات تنظيم الدولة ولشراسة المعارك الدائرة؛ حيث تدفعهم الأهوال التي لاقوها والانتهاكات التي تعرضوا لها إلى حمل السلاح والتحفز للقتال، بهدف الانتقام ممن اعتدوا عليهم.
وأضافت أن هؤلاء المقاتلين الإزيديين، رغم صغر سنهم، لا يعتبرون تجنيدهم تجاوزا أخلاقيا، حيث أكد آجار، وهو مقاتل يبلغ من العمر 24 عاما، انضم إلى وحدات المقاومة منذ عدة سنوات وأنه "لا يرى سببا وجيها لطرح السؤال عن مدى أخلاقية تجنيد الأطفال، لأن الجميع متساوون وعلى الجميع كبارا وصغارا التصدي للعدو".
واعتبرت "سلايت" الفرنسية أن حزب العمال الكردستاني الذي يتبنى العنف والعمل المسلح، ووحدات المقاومة الإزيدية، يقومان بتمرير عقلية عبد لله أوجلان للمجندين الأطفال لإغراقهم في النظريات الشيوعية المتطرفة.
وأضافت أن حكومة أربيل الكردية على خلاف أيديولوجي مع حزب العمال الكردستاني ولا تزال تطلب منه مغادرة الأراضي العراقية بصحبة وحدات المقاومة، الأمر الذي رفضه الحزب بتعلة أن اليزيديين في خطر، ولكن الهجمات التركية الأخيرة على معاقل الحزب ربما من شأنها أن تغير الموازين.