أعلنت "المفوضية
المصرية للحقوق والحريات" أن الصحفيين بمصر تعرضوا خلال عام واحد من حكم رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلى ما يناهز 658 انتهاكا، من بينها 258 حالة "منع الصحفيين من ممارسة العمل".
وأضافت المفوضية -في تقرير أصدرته الثلاثاء بعنوان "الحق الممنوع"، وحصلت "
عربي21" على نسخة منه- أن العام الأول من حكم السيسي شهد 138 واقعة اعتداء بدني ضد الصحفيين والإعلاميين بمصر، بالإضافة إلى 118 حالة احتجاز وتوقيف، و52 حالة حبس، و45 مصادرة وكسر معدات، و20 واقعة اعتداء لفظي، وتسع وقائع وقف ومنع نشر، إلى جانب 6 بلاغات وقضايا.
53 انتهاكا في آخر شهر
وفي سياق متصل، أصدر مرصد "صحفيون ضد التعذيب، أمس الإثنين، تقريره الشهري عن الانتهاكات ضد الصحفيين والإعلاميين في مصر خلال شهر تموز/ يوليو 2015 الماضي، حيث رصد 53 حالة انتهاك مختلفة بحق الصحفيين أثناء تأدية عملهم.
وسجل المرصد 16 حالة منع من التغطية بحق الصحفيين في أماكن المختلفة، و10 حالات توقيف أو احتجاز للصحفيين، و10 حالات تعد بالضرب أو الإصابة، وست حالات اعتقال وتوجيه اتهامات، وثلاث حالات إتلاف أو حرق معدات صحفية، وواقعتي صدور أحكام قضائية بالحبس، وواقعتي فرض غرامة مالية، وحالتي تعد بالقول أو التهديد، وواقعتي اقتحام مقر صحفي.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أصدرت الإثنين، تقريرها السنوي الــ29 عن حالة حقوق الإنسان في الوطن العربي، قالت فيه إن "مصر تشهد تصاعدا في موجة الكراهية والتحريض التي تفاقم من الاحتقان السياسي"، مشددة على أن" الإعلام الخاص يشكل المصدر الأساسي لهذه الحملات".
مقتل صحفي.. وإهمال طبي
وانضم الصحفي علاء أحمد سليم الذي يعمل مصورا ومراسلا في سيناء لدى إحدى القنوات الفضائية وصحيفة إخبارية أجنبية، إلى قائمة الصحفيين القتلى في عهد نظام الانقلاب، حيث اختطفه مجهولون منذ عشرة أيام، وعثر بعض الأهالي على جثمانه مساء الإثنين بمنطقة الطويل بسيناء، وبه طلقات رصاص متفرقة بجسده، ورأسه.
وفي سياق متصل أصدر حزب الاستقلال المصري بيانا، الإثنين، أكد فيه تدهور الحالة الصحية لرئيسه مجدي حسين، عضو نقابة الصحفيين، ورئيس تحرير جريدة "الشعب الجديد"، في السجن، مما استدعى نقله إلى مستشفى ليمان طرة.
ومنعت إدارة سجن برج العرب، رنوة يوسف، زوجة الصحفي يوسف شعبان، الصادر بحقه حكم بالحبس سنة وثلاثة أشهر في القضية المعروفة إعلاميا بـ"قضية قسم الرمل" من سحب عينة منه لإجراء بعض التحاليل الطبية.
وقالت رنوة في تدوينة عبر صفحتها على "فيسبوك"، إن زوجها قرر خلال فترة سجنه العلاج حتى لا تزيد نسبة "الفيروس" في جسمه، مشيرة إلى أنه لكي يتم علاجه لابد من إجراء بعض التحاليل، لكن السلطات منعت ذلك.
النقابة تطلب.. والسيسي ينكر
وجدد مجلس نقابة الصحفيين طلبه بتجميع الصحفيين المحبوسين في مكان واحد لسهولة متابعتهم، وتوفير الدعم القانوني والصحي لهم، مؤكدا أن عددا منهم يحتاج لرعاية خاصة بسبب تدهور حالته الصحية.
وأعرب المجلس في اجتماعه الإثنين عن قلقه إزاء تصاعد الانتهاكات ضد الأعضاء خلال ممارسة عملهم، واعتقال عدد منهم بشكل عشوائي الفترة الماضية.
وكان قائد الانقلاب قد صرح في لقائه وفدا من رؤساء تحرير الصحف الرئيسة بدول أفريقية، أنه "لا يوجد صحفي محبوس بمصر في قضايا تتعلق بالنشر أو حرية الرأي، وإن معظم القضايا كانت منظورة بالفعل أمام المحاكم قبل توليه السلطة"، معتبرا أنه لم يكن ممكنا أن يتدخل في عمل القضاء.
ويقبع 18 صحفيا في السجون المصرية بحسب معطيات نشرتها "لجنة حماية الصحفيين الدولية"، في حين تؤكد نقابة الصحفيين المصريين أن عدد المعتقلين من أعضائها بلغ 30 شخصا، بالإضافة إلى صحفيين آخرين غير أعضاء في النقابة، في حين تقدر منظمات حقوقية ارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين بمصر إلى أكثر من 110 صحفيا وإعلاميا.