بعد الهزيمة التي تلقتها قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها في
تدمر، على يد
تنظيم الدولة، في أيار/ مايو الماضي، لم يعلن النظام السوري سوى عن عدد قليل من القتلى في صفوف قواته، لكن عددا كبيرا من الجنود والضباط لم يعودوا من هناك. وقد التقت "
عربي21" بالناشط الحقوقي "سامح ر" الذي قدّم معلومات عن الكثير من المفقودين هناك؛ استطاع جمعها خلال الأشهر الماضية.
ومن بين الحالات التي تحدث عنها الناشط الحقوقي؛ قصّة الجندي "عبد الله ش" الذي كان على حاجز السخنة أثناء اقتحام تنظيم الدولة كتيبة التسليح هناك، حيث قتل أكثر من 200 عنصر، فيما نجا قرابة 50 عنصرا كانوا على المحارس البعيدة، وعلى الحواجز المنتشرة على الطريق الرئيسي هناك.
وأكّد لنا الناشط الحقوقي "سامح ر" أن الأجهزة التابعة للنظام لم تؤكد لذوي الجندي وفاته، فراحو يبحثون دون كلل أو ملل عن ناجين من هناك في جميع القطع العسكريّة القريبة، وما زاد الأمل لديهم بعودته كان ظهور رفيقه الذي هرب بدوره إلى حاجز "التي فور" الذي يبعد عنهم حوالي 10 كيلومترات، وقد أكّد لهم أنّه رأى عبد الله حيا؛ بعد اتصال عبد الله الأخير بيومين.
ويتابع الناشط السوري بأن "ضبّاط الأسد ورجالاته أمعنوا في إذلالهم وابتزازهم (العائلة) لكنّهم استطاعوا في النهاية الوصول لطرف خيط يقول بأنّ هناك ناجين تحفّظ عليهم النظام في فرع الأمن العسكري بحمص، وفرع الأمن الجوي أيضا، وأنّهم هناك في وضع سري للغاية". وأوضح الناشط أنه بعد أن دفعت العائلة "رشاوى باهظة، أكد لهم سجان في فرع الأمن العسكري بأن عبد الله موجود بالفرع للتحقيق".
لكنّ اللافت في الأمر أنّ هذا الاعتقال ليس بسبب هروب الجنود، فقد هرب الضباط قبل الهجوم بساعات وبشكل منظم، كما قام النظام بتفريغ المدينة قبل سقوطها بيد مقاتلي تنظيم الدولة. فما أكّده عدد من الناجين أن الاعتقال ربما يعود لسبب آخر، حيث يرجح البعض رغبة النظام في إخفاء ما جرى هناك.
وعن العدد التقريبي للمفقودين في تدمر، من عناصر النظام السوري، يقول "سامح ر": "العدد التقريبي حوالي 500، ويقدر عدد القتلى منهم بـ300 قتيل، بينما تحفّظ النظام في أفرعه الأمنيّة على حوالي 200، دون إخبار أهلهم، ما يزيد من خطورة وضعهم".
وأكّد الناشط لـ"
عربي21" اختفاء حوالي 100 موظف مدني ربما قضوا جميعا على يد تنظيم الدولة.