عندما يولد الطفل يحتاج إلى الحليب حتى يبقى على قيد الحياة، وكذلك
الثورة السورية تحتاج إلى دعم " حقيقي" غير مشروط حتى تحقق أهدافها النبيلة.
منذ بداية الثورة السورية عام 2011، بقي العالم ومازال، متخاذلا وغير صادق في دعم الثورة اليتيمة، فراح غيض من فيض الدول يمدها بالحليب "
الدعم" على طريقة الري بالتنقيط، وهو ما سبب لتربتها الخصبة المروية بدماء الشهداء، تفتتاتٍ أدت إلى تأخر نضج ثمار النصر.
يقول المنظر الاستراتيجي الأمريكي اليهودي إدوارد لوتواكْ لصناع القرار في أمريكا يوم 24 أغسطس/آب 2013 في صحيفة نيويورك تايمز: "سلِّحوا المتمردين (الثوار) كلما بدا أن قوات الأسد في صعود، وأوقِفوا دعمهم كلما بدا أنهم سيكسبون المعركة.
تلك الكلمات التي قالها المنظر اليهودي مرآة تعكس السياسة الغربية المتواطئة بترك
سوريا على صفيح ساخن، حتى تُستنزف أرضا وشعبا، وحتى لا تنتصر ثورة الكرامة.
وبسبب سياسة المؤامرة تلك، فإن الجبهات المشتعلة في سوريا عانت وما زالت تعاني من قلة الحليب " الدعم "، بعكس نظام الأسد الذي تمده روسيا والصين وإيران وحليفه تنظيم حزب الله الإرهابي على مرأى ومسمع من العالم أجمع، بأنابيب غير مقطوعة من الحليب " الدعم " خشية من انقطاع مصالحها، وهو الأمر الذي أخر انتصار الثورة السورية، فلولا ذاك الدعم، لوجدت بشار الأسد وحاشيته يرتديان خفافات رياضية، هاربين غير مأسوف عليهم كما فعل جيش النظام، عندما فرَّ من ضربات الثوار في إدلب وغيرها.
وعلى الرغم من التآمر الدولي في عدم نصرة الشعب السوري المكلوم الذي يموت في كل ليلة ألف مرة، فإن الثورة السورية قائمة ومستمرة حتى تحقيق النصر حتى لو بقيت دون حليب.