كتب حمدي رزق: بمناسبة إعلان حركة تحرير
قطر "قادمون" تنظيمها مؤتمرا للمعارضين والأمراء الرافضين لحكم الأمير المنقلب تميم بن حمد آل ثاني في ألمانيا: هل تتحمل الإمارة حوارا تخيليا تجريه قناة "
مصرية" مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، ويطرح الوزير فجأة وساطة مصرية بين نظام
الأمير تميم بن حمد آل ثاني وأمراء العائلة الذين شقوا عصا الطاعة على نظام الحكم في قطر؟
فليتخيل أمير الانقلاب "تميم" -مجرد التخيل- أن الوزير "شكري" قرر في الحوار "أن هناك اختلافا في وجهات النظر، بسبب وجود خلاف سياسي مع نظام الأمير تميم، بسبب إقصاء مكوّن سياسي في البلاد (
حركة قادمون)، معتبرا أنّ ذلك يقف حائلا دون سير قطر على السكة الصحيحة نحو التقدم".
وماذا لو تمنى "شكري" في هذا الحوار التخيلي حوارا شاملا في قطر، ولا يستثنى أي طرف، مؤكدا أن مصر على تواصل دائم مع جميع الأطراف، ومستعدة دائما للقيام بجهود وساطة، إذا طُلب منها ذلك.
وتخيل مجرد التخيل يا أمير الأمراء أن شكري قال جادا: "ليست لدينا مبادرة في قطر، ولكن لو طلب من مصر أن تكون وسيطا في كل ما من شأنه أن يكون فيه خير للأمة فستقوم به".
ومثلا مثلا -بنقول مثلا متتخضش- قال شكري: "إنّ مصر على علاقة مع جميع الأطراف التي لديها رؤية وطنية، لا نستطيع أن نقاطع حركة (قادمون) القطرية، ولم نعتبرها يوما جماعة إرهابية، ولا نشجع على اعتبارها كذلك، والجميع في قطر مطالب بأن يأتي إلى منتصف الطريق، لأن الهدف هو استقرار قطر، ونتمنى أن نرى لمّ شمل القطريين تحت المظلة القطرية".
طبعا هذا محض خيال من التخيل، مصر أكبر من ذلك، ولا تتصاغر إلى حدود التدخل في شؤون الإمارة الصغيرة، وتكتفي في كل مرة بضرب قطر على يدها، ولكن قطر تمد يدها نحو النار، هتتلسع يا أمير، لن يكف الأمير عن عبثياته في الحالة المصرية، إلا إذا لسعته النار فعلا، وحرقت يده الطويلة.
(عن صحيفة المصري اليوم، 15 آب/ أغسطس 2015)