تسريبات تكشف خططا إسرائيلية قديمة لضرب منشآت إيران النووية
لندن - عربي2123-Aug-1502:37 AM
0
شارك
باراك وأوباما عملا على إقناع القادة العسكريين بأهمية الضربة (أرشيفية) - أ ف ب
كشفت تسريبات صوتية في إسرائيل أن مسؤولين حكوميين وقادة عسكريين في الدولة العبرية وضعوا مجموعة من الخطط، وفي أكثر من مرة، لشن ضربات على مواقع عسكرية ونووية إيرانية، خلال الفترة بين عامي 2010 و2012.
وبحسب التسريبات، التي أذاعها التلفزيون الإسرائيلي السبت، فإن تلك الخطط كانت تحظى بتأييد من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق، إيهود باراك، ولم يمكن تنفيذها بسبب معارضة عدد من المسؤولين الحكوميين والعسكريين، وبسبب انقسامات داخل القيادة السياسية حينها.
وأضاف باراك أن رئيس الوزراء الحالي حاول إقناع المعارضين بخيار مهاجمة إيران، وعلى رأسهم موشيه يعلون ويوفال شطاينتس، لكن جهوده لم تؤت ثمارها، موضحا أن رئيس الأركان الأسبق غابي أشكنازي حال دون طرح هذا الخيار على المجلس الوزاري المصغر، عندما أكد عدم وجود قدرة عملياتية لتنفيذ ذلك.
وذكر إيهود باراك، بحسب التسريبات المنسوبة إليه، أن إحدى الخطط، التي كان تنفيذها وشيكا، اعتمدت على تنفيذ ضربة جوية تزامنا مع تدريبات عسكرية إسرائيلية أمريكية مشتركة، كان مخططا لها مسبقا، ولكن تم تجميد الخطة في اللحظات الأخيرة.
وتضمنت التسريبات الصوتية، التي أذاعت القناة الثانية مقتطفات منها، بعض التفاصيل الخاصة بثلاث خطط على الأقل، وضعها باراك مع رئيس الحكومة نتنياهو، كانت إحداها في العام 2010، والثانية في العام التالي 2011، والثالثة في العام 2012.
منطقة الحصانة
ويروي باراك، كما ورد على موقع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، أنه في وقت ما بين عامي 2009 و2010، تبنى هو ونتنياهو مفهوما معينا تجاه "منطقة الحصانة"، إزاء المنشآت النووية الإيرانية. ونتيجة لذلك، بات من الضروري اتخاذ قرار بمهاجمتها، قبل أن تدخل إيران أجهزتها النووية إليها، وإلا بعد ذلك فلن يكون الهجوم مجديا.
ويشار إلى أنه في ذلك الحين كان يقصد بـ"منطقة الحصانة" منشأة فوردو تحديدا، التي تتميز بعدم قدرة الصواريخ على اختراقها، كونها تقع تحت الجبال.
وأضاف باراك، في كتاب جديد يحكي سيرة حياته ويروي فيه عن الخطط الإسرائيلية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، أن رئيس الأركان، في حينه، غابي أشكنازي كان معارضا لهذا الخيار، فيما كان هو ونتنياهو وافيغدور ليبرمان مؤيدين للعملية العسكرية. مشددا على أن هذا الخيار كان يحتاج إلى موقف رئيس الأركان كي يؤكد وجود قدرة عملياتية لتنفيذ الهجوم.
لكن بعد اجتماع مقلّص جدا، ضمه ورئيس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس الأركان ورئيس الموساد ورئيس الاستخبارات العسكرية ورئيس جهاز الشاباك، لم تكن النتيجة إيجابية، وهو ما لم يكن بالإمكان تجاهله. وتوقف باراك عند موقف اشكنازي الذي أنتج وضعا لا يمكن في ضوئه التوجه إلى المجلس الوزاري المصغر، استنادا إلى تقديره عدم امتلاك القدرة العملياتية لذلك.
في السياق ذاته، تحدث باراك عن محاولات متجددة من قبله ونتنياهو للدفع نحو خيار مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، بعد تولي بني غانتس رئاسة الأركان، الذي كان يرى أن هناك "قدرة عملياتية، ولكن أنتم تعلمون كل القيود، وكل الأمور وكل الأخطار". وأوضح باراك أنه في عام 2011، عُقدت جلسة للثمانية، قدم خلالها غانتس المشهد، وعرض كل الصعوبات والتعقيدات وكل المشكلات، بما فيها إمكانية سقوط خسائر. عندها كاد كل من شطاينتس ويعلون "أن يذوبا" وعارضا خيار العملية.
ولفت باراك إلى أن يعلون وشطاينتس، الآن، هما من الأكثر نضالا لمهاجمة إيران، بينما لو غيرا رأيهما، في حينه، لكان يمكن توفير غالبية في المجلس الوزاري المصغر لمهاجمة إيران.
تأكيدات وانتقادات
وأكد باراك صحة تلك التسجيلات لوسائل إعلام إسرائيلية، وقال إن من أحبطوا ما وصفها بـ"خطة الأمس"، هم الآن يقفون وراء دعوات لشن ضربات على إيران، لافتا إلى الوزير يوفال شطاينتس، ورئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي.
وتعليقا على ما ورد على لسان باراك، اعتبر شطاينتس أن من الخطورة الكشف عمّا جرى في جلسة مجلس وزاري مقلّص، معبّرا عن دهشته من أن أمورا كهذه تتجاوز الرقابة العسكرية، مشددا على أنه يحتفظ لنفسه بالموقف الذي أدلى به في جلسات مغلقة، ولا يؤكد أو ينفي ما قاله باراك.
بدوره كذلك، رفض يعلون التطرق إلى ما ورد على لسان باراك، موضحا أنه لا يريد التطرق لروايات مشوهة ومتحيزة عما جرى.
هذا وتحدث موقع القناة عن كتاب يروي سيرة حياة باراك، بقلم، ايلان كافير وداني دور. وممّا تضمنه الكتاب، الخطط الإسرائيلية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وأسباب عدم خروجها إلى حيّز التنفيذ. ولفت الموقع الانتباه إلى أن ما ورد نصا نُقل عن تسجيلات بصوت باراك، يتحدث فيها عن القرارات التي لم تخرج إلى حيّز التنفيذ.