قال موقع لبناني إن مسار المفاوضات في
الزبداني بين حركة
أحرار الشام والوفد
الإيراني، والإصرار على أن يتولّى وفد إيراني بمفرده محاورة فصائل المعارضة "أبرز بشكل فاقع الهيمنة الإيرانية على الميدان السوري"، مضيفا أن هذه السيطرة على القرار السياسي والعسكري على حساب نظام الأسد تعكس ضعفه يوما بعد يوم.
وقال موقع "جنوبية" اللبناني، المعارض لسياسات حزب الله، إن الحزب ظهر كأنه ليس أكثر من جناح عسكري لمحور الممانعة، ولا يملك صلاحية التفاوض والتحدّث مع الخصوم، وإنما فقط مهمته القتال وتقديم (الشهداء)؛ "فداء لأهداف هذا المحور الذي أصبح مختزلا بالإرادة الإيرانية"، بحسب قوله.
إلى ذلك، قال العميد الركن المنشق عن قوات النظام، أحمد رحال، في تصريح خاص لـ"السورية نت"، إن "تفاوض الإيرانيين نيابة عن الأسد ليس بالأمر المفاجئ"، مضيفا أن سورية منذ منتصف عام 2013 تحت الاحتلال الإيراني.
واعتبر الموقع، من خلال ما نشر على وسائل الإعلام حول أسباب فشل المفاوضات بين "أحرار الشام" وإيران، أن "الأخيرة ما زالت تسعى لإحداث تغيير ديموغرافي في
سوريا، من خلال الحديث عن إفراغ مدينة الزبداني من سكانها الأصليين، مقابل إفراغ بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، اللتين تحاصرهما قوات المعارضة، وانتقال سكان كل منطقة إلى المنطقة الأخرى".
والملاحظ أن عدم القدرة على حسم معركة الزبداني يعني كسر شوكة حزب الله، لا سيما أن الأمين العام السيد حسن نصر الله توعد مع بداية معركة الزبداني بالسيطرة عليها خلال أيام، بحسب الموقع.
ونقل "جنوبية" عن مصدر خاص في حزب الله أن "عدد الذين سقطوا من حزب الله في حربه على الزبداني تخطّى 100 شهيد".
ولفتت مصادر إعلامية إلى أن المعارضة السورية قد تقبل بوقف استهداف الفوعة وكفريا، مقابل وقف إطلاق النار في الزبداني، والسماح للجرحى بالخروج من المدينة، وتقديم المساعدات الإنسانية، لكن شريطة أن تتخلى إيران عن مطلبها في إحداث التغيير الديموغرافي الذي يمهّد لقيام ما أصبح يطلق عليه (سوريا المفيدة)، وهي البقعة العلوية – الشيعية الممتدة من الساحل السوري مرورا بحمص وحتى القلمون – الزبداني المحاذي للحدود اللبنانية.
واستؤنف القتال في مدينة الزبداني السورية صباح السبت، بعد فشل المفاوضات بين الوفد الإيراني وحركة أحرار الشام التي كانت تجري على الأراضي التركية، وبعد انتهاء زمن هدنة الـ48 ساعة التي كانت قد أعلنت صباح الخميس.
وهذه هي الهدنة الثانية التي تسقط في أقل من ثلاثة أسابيع، وأعلن "جيش الفتح" منذ ساعات عن بدء قصفه لقريتي كفريا والفوعة الشيعيتين شمال سوريا، في وقت تجددت فيه الاشتباكات بين الجيش السوري وحزب الله من جهة، وبين مسلحي حركة أحرار الشام وجبهة النصرة في الزبداني من الجهة المقابلة.