استنكر الزعيم الديني في
البحرين آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، ما وصفه بـ "فرض التدخل السياسي في الشأن الديني بالقوة الأمنية و قوة الإعلام الهدام المضلل لتنشئة أجيال من الأمة تؤمن في داخلها بفصل الدين عن السياسة، وبحق السياسة في التدخل بالدين"، بحسب قوله.
وندد أحمد قاسم في مقال له، نشرته وكالة تسنيم
الإيرانية، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، بالأفكار التي وصفها بـ "الهدامة" التي تسعى "لتجريم أي تدخل من الدين في السياسة حتى ذلك الذي يشمل أي كلمة تنكر على ظلم من ظلم السياسة"، مؤكدا أن "شعوب الأمة لن تقع في هذا الفخ"، بحسب قوله.
وقال قاسم في مقالته: "في موضوع الدين والسياسة قد يلتقي الاثنان بصورة كلية، وقد يفترقان على درجات مختلفة . وقد يكون هذا الافتراق على مستوى الطرح من الناحية النظرية والتطبيق العملي معا، وقد يكون على مستوى التطبيق فحسب حيث تلتقي السياسة مع الدين نظريّا وتخالفه في مجراها العملي".
وتابع بقوله: "لا يكون الالتقاء الكلي بينهما إلا بأن تذوب السياسة في الدين وتكون وسيلة طيعة من وسائله في تربية الإنسان، أو يذوب الدين فيها ويكون آلة من آلاتها المستخدمة لتحقيق المصالح التي تهمّها، وإن خالف ذلك الدين وتتناقض مع مصلحته التي تتقوم بها مصلحة الإنسان فرده ومجتمعه"، مشيرا بقوله: "مرة تلتقي رؤية الاثنين، وهدفهما، وقيمهما، وأساليبهما ومرة يتباينان".
وأوضح قاسم: "مقولة إن الدين لا يتدخل في السياسة فرضها أن السياسة لا إمرَةَ للدّين عليها، ولا بد أن تكون مساحته لا ملامسة ولا اتصال لها بمساحتها"، متسائلا: "هل للسياسة أن تتدخّل في الدين وتفرض عليه وصايتها؟ أم إنها تعترف له بالاستقلالية كما ترى الاستقلالية لنفسها؟".
واعتبر في مقاله أن "الأدهى في التدخل السياسي في الشأن الديني أنه يُفرض بالقوّة الأمنية، وقوة الإعلام الهدام المضلل لتنشئة أجيال من الأمة تؤمن في داخلها بفصل الدين عن السياسة، وأكثر من ذلك بحق السياسة أن تتدخل في الدين ؛ أجيال تؤمن بهذا الحق، وتؤمن بتجريم أي تدخل من الدين في السياسة، التدخل الذي يشمل أي كلمة تنكر على ظلم من ظلم السياسة، ويكون فيها أمر بمعروف أو نهي عن منكر بما يمسّ السياسة"، على حد قوله.
وحذر قاسم أن ذلك يعني "حالة مسخ خطيرة للإسلام وتزوير جذري له يسقط قيمته".