يقول الكاتب جوليان باسكويت في تقرير نشره موقع "المونيتور"، إن العاهل السعودي
الملك سلمان بن عبد العزيز سيستثمر زيارته الأولى إلى البيت الأبيض للضغط باتجاه موقف متشدد ضد
إيران، والحصول على مزيد من الدعم في اليمن وسوريا، ومساعدات عسكرية لدول مجلس التعاون الخليجي.
ويشير التقرير إلى أن زيارة العاهل السعودي تأتي قبل أيام من تصويت الكونغرس على الاتفاق مع إيران حول مشروعها النووي، وهو ما يمنح الملك سلمان فرصة إستراتيجية للضغط باتجاه مواجهة ما يقول الكاتب عنه "زعرنات" إيران.
ويقول باسكويت إن الملك يرغب بالحصول على تطمينات في الحرب ضد وكلاء إيران في المنطقة، بالإضافة إلى تطمينات تتعلق بالاتفاق النووي ذاته.
وينقل الموقع عن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرينست قوله إن الزيارة تؤكد أهمية الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية، وأضاف أن "الرئيس والملك سيناقشان عددا من القضايا التي ستركز على الطرق التي سيتم من خلالها تعزيز العلاقات الثنائية، بما في ذلك جهودنا المشتركة في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب".
ويتابع إرينست أن الزعيمين "سيناقشان أيضا الموضوعات الإقليمية، بما في ذلك النزاع في اليمن وسوريا، والخطوات من أجل مواجهة النشاطات الإيرانية التي تؤثر على استقرار المنطقة"، بحسب التقرير.
ويرى الكاتب أن
السعودية رغم تحفظها تجاه الصفقة مع إيران، إلا أن مصادر مقربة من الحكومة السعودية ترى أنه على خلاف الموقف الإسرائيلي، فقد توصلت المملكة سريعا إلى نتيجة مفادها أن الاتفاق سيتم تمريره في الكونغرس، ولا يوجد أي خيار في ذلك.
ويستدرك التقرير بأنه رغم ذلك فقد كررت الرياض أن دعمها للاتفاق مشروط بنظام التفتيش الصارم والعقوبات السريعة. مرجحا أن يحاول الملك سلمان الحصول على تطمينات جديدة بشأن ملامح تتعلق بالاتفاق في ضوء التقارير الأخيرة التي زعمت أن إيران ستحصل على قدر غير عادي من الاستقلالية فيما يتعلق بالتفتيش على منشأتها العسكرية في بارتشين.
ويلفت الموقع إلى أن السفارة السعودية في واشنطن كانت قد نشرت بيانا بعد الإعلان عن الصفقة، جاء فيه: "يجب أن يحتوي الاتفاق على نظام شديد ومستمر وواضح لتفتيش المواقع الإيرانية، بما فيها المنشآت العسكرية. ويجب أن يشمل كذلك آلية تضمن إعادة فرض العقوبات بشكل سريع، في حال أخلت إيران بشروط الاتفاق".
ويذهب باسكويت إلى أن لقاء
أوباما سلمان سيتركز في معظمه على القضايا غير النووية. ويتوقع أن يتفق الزعيمان في اللقاء المقرر عقده يوم 4 أيلول/ سبتمبر على زيادة الدعم العسكري لدول مجلس التعاون الخليجي، وتزويد دوله بأنظمة صواريخ متقدمة، كما تمت مناقشته في اجتماع كامب ديفيد في أيار/ مايو بين ممثلي المجلس والرئيس الأمريكي. وهو الاجتماع الذي لم يحضره سوى زعيمين من زعماء مجلس التعاون الخليجي الستة. وقد اعتذر الملك سلمان عن المشاركة فيه. وقد هدف الاجتماع إلى تقديم تطمينات لدول المجلس، وسط ما نظر إليه على أنه تقارب أمريكي إيراني.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن المحلل في شؤون الخليج في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ديفيد واينبيرغ قوله: "هذه هي الفرصة لتصحيح مسار العلاقات في ظل وجود قلق على كلا الجانبين".
ويضيف واينبيرغ للموقع: "الاجتماع يأتي في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة طمأنة دول الخليج حول اتفاقية إيران، وكذلك التركيز على أجندة كامب ديفيد، التي تؤكد الدعم الأمني الأمريكي. وبناء عليه فمن المعقول الافتراض أن تركيزا كبيرا سيتم على الزيارة".
ويجد الكاتب أن التركيز في النقاش سيكون على المعدات العسكرية المتقدمة، مثل مقاتلات "إف-15" وكذلك الأسلحة المتقدمة، مشيرا إلى أن إسرائيل عبرت عن قلقها أثناء زيارة وزير الدفاع أشتون كارتر للمنطقة. وقد يعارض الكونغرس صفقات السلاح في حالة رأى فيها النواب تهديدا لما يطلق عليه التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي.
ويورد التقرير أنه بحسب المستشار السابق لأوباما في مجلس الأمن القومي بريم كومار، فإن السعوديين سيكونون مهتمين بما يريد البيت الأبيض استثماره من أجل الحصول على التكنولوجيا التي يريدونها. ويريدون معرفة إن كان البيت الأبيض يرغب باستثمار سياسي في الكابيتال هيل.
ويبين الموقع أن من القضايا الأخرى التي ستكون محلا للنقاش إنشاء قوة رد سريع تابعة لمجلس التعاون الخليجي؛ من أجل مواجهة التهديدات الخارجية. موضحا أن البيت الأبيض قد اكتفى بتقديم دعم كلامي للفكرة في قمة كامب ديفيد، لكن الفكرة فشلت في تحقيق تقدم وسط قلق كل من قطر وعمان اللتين تخافان من سيطرة السعودية عليها. ويقول كومار: "فيما يتعلق بالتطمينات الواسعة لمجلس التعاون الخليجي، فإن السعوديين مهتمون بالاستماع لما يمكن للولايات المتحدة تقديمه لدعم قوة الرد السريع التابعة لمجلس التعاون والقوة العربية المشتركة، إن خرجت للعلن".
ويعتقد باسكويت أنه بعيدا عن المطالب العسكرية، فإن الملك سلمان سيكون مهتما بالحصول على دعم لرؤيته المتشددة في المنطقة، مقارنة مع سلفه الملك عبد الله. وهو ما يعني زيادة الدعم الأمريكي لحملته ضد الحوثيين في اليمن، وتجديد الاهتمام بجهود الإطاحة برئيس النظام السوري بشار الأسد.
ويعرض التقرير وجهة نظر المحلل السياسي السابق في السفارة السعودية في واشنطن فهد ناظر، الذي يرى أن الرياض ترى في الملف النووي الإيراني قضية طويلة الأمد، ويهتم السعوديون في الوقت الحالي بالقضايا الحالية. ويقول: "إن السعوديين قد تخلوا عن دبلوماسية الأبواب المغلقة، ويحاولون التوسط بين الأطراف المتصارعة". ويضيف ناظر: "لقد توصلوا إلى حقيقة أنه يجب القيادة من أجل الحفاظ على مصالحهم".
ويقول كومار أنه بالنسبة لليمن فإن "السعوديين يريدون من الولايات المتحدة التدخل أكثر من تقديم الدعم الأمني واللوجيستي للتحالف الذي تقوده السعودية" وفق الموقع.
وينوه الموقع إلى أن وزارة الدفاع "البنتاغون" ضاعفت في الأسابيع القليلة الماضية من عدد المستشارين على الأرض، الذين يقدمون معلومات أمنية وتحديد الأهداف للطائرات، ويقدمون العون للسعوديين لوقف تقدم الحوثيين، بحسب ما أوردت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز".
ويكشف الكاتب عن أن النجاحات في المعركة اليمنية دعت ببعض المصفقين السعوديين إلى القول إنها قد تتكرر في سوريا. مبينا أنه في الوقت الذي يشك فيه ناظر وغيره بتورط السعودية بشكل كبير في سوريا، فقد تقدمت السعودية بخطتها لسوريا، التي تقوم على وقف دعم الجماعات السنية هناك في حال سحب وكيل إيران بلبنان حزب الله مقاتليه من سوريا.
ويرى كومار أن هناك عددا من القضايا القوية على قائمة المطالب السعودية "أولا، زيادة الدعم للمعارضة السورية بشكل أو بآخر، وفتح ممرات آمنة، وزيادة الضغوط المباشرة على الأسد بطريقة لا تؤثر على المبادرات الدبلوماسية".
ويختم "المونيتور" تقريره بالإشارة إلى أن زيارة الملك لن تقتصر على السياسة فقط، مشيرا إلى أن حاشية كبيرة من الوزراء ورجال الأعمال سترافقه، وسيبقى بعضهم بعد نهاية الزيارة الملكية.