تسعى خمسة جيوش إفريقية إلى القضاء على "
بوكو حرام"، في إطار القوة العسكرية متعدّدة الجنسيات، التي من المنتظر أن تنتشر في القريب العاجل، بشكل فعلي على الأرض.
وهذه الجيوش تابعة لتشاد والكاميرون والنيجر وبنين ونيجيريا، وهي خمسة جيوش تتوق إلى تفتيت تنظيم مسلّح، سلب بلدان حوض بحيرة
تشاد استقرارها وأمنها، على حد قولها.
وفي ما يلي لمحة عن الجيوش الخمسة، استنادا إلى درجة قوة كل واحد منها، اعتمادا على دراسة متخصّصة في الغرض.
ينتظر ثمانية آلاف و700 رجل شارة الانطلاق للتمركز في جبهات القتال، ومواجهة خطر المجموعة النيجيرية التي زعزعت استقرار منطقة حوض بحيرة تشاد.
وبحسب موقع "غلوبال فاير باور" الأمريكي المتخصّص في قضايا الدفاع، ويقدّم سنويا تصنيفا لأقوى الجيوش في العالم، من بين 126 دولة، وذلك عبر احتساب "مؤشّر القوّة" لكل واحد منها (الحاصل الأمثل لهذا المؤشر= 0.0000، وهو ما لا يمكن تحقيقه في الواقع)، يحتلّ الجيش النيجيري المرتبة 41 عالميا، والرابع إفريقيا.
لكن حين تنحصر المقارنة بين الدول الخمس المشاركة في التحالف الإقليمي ضدّ بوكو حرام، فإنّ هذا الجيش يتصدّر جيوش البلدان المذكورة.
أما المرتبة الثانية، فحظي بها جيش النيجر، على الرغم من أنّ الفجوة التي تفصله عن
نيجيريا صاحبة المرتبة الأولى، كبيرة للغاية (المرتبة 82 عالميا والعاشرة إفريقيا)، يليه تشاد (93 عالميا و12 إفريقيا)، ثم
الكاميرون (119 عالميا و23 إفريقيا)، بينما لم يشمل التصنيف دولة بنين.
نيجيريا.. ألمع طلّاب التحالف الإفريقي
حصلت نيجيريا على مؤشّر قوة بـ 1.1597، مقابل 0.1661 للولايات المتحدة الأمريكية صاحبة المركز الأوّل في التصنيف، و5.7116 للصومال الحاصلة على المرتبة الأخيرة.
وتعدّ نيجيريا حوالي 177 مليون و155 ألف و754 نسمة، بينهم 71 مليون و319 و838 ضمن خانة السكان النشطين، أو من هم في سنّ يمكّنهم من العمل.
وبلغ 40 مليون و707 ألف و659 السنّ القانونية لأداء الخدمة العسكرية، فيما يبلغ عدد الأشخاص الذين يبلغون كلّ عام السنّ القانونية لأداء الواجب العسكري ثلاثة ملايين و455 ألفا و147 شخصا.
وينتشر حوالي 130 ألف جندي نيجيري في الجبهة، فيما يبلغ عدد الاحتياطين الـ32 ألفا.
وتمتلك البلاد موارد مالية مهمة، حيث تقدّر الميزانية المخصّصة للدفاع بـ 2.3 مليار دولار.
وبهذا، يحصل الجيش النيجيري على لقب أفضل قوة عسكرية في التحالف الإفريقي، وذلك لأسباب عديدة أبرزها حداثة معدّاته وتكوينه، إضافة إلى حجم المعدّات التي يمتلكها (148 دبابة وألف و420 سيارة مدرّعة، و98 طائرة، إلى جانب 38 هليكوبترا و75 أسطولا بحريا).
لكن على الرغم من قوّة وعتاد جيشها، إلاّ أنّ نيجيريا لم تتمكّن حتى الآن من اجتثاث "بوكو حرام" من أراضيها.. هذه المجموعة المسلّحة التي ظهرت منذ 2009، وأسفرت هجماتها، حتى اليوم، عن مقتل نحو 15 ألف شخص، وتشريد 1.5 مليون آخرين، وفقا لمصادر إنسانية.
ومنذ تنصيب الرئيس النيجيري، محمد بخاري، في أيار/ مايو الماضي، تعهّد بالقضاء على المجموعة المسلّحة في أقرب وقت، ومع ذلك، لازال التمرّد المسلّح يحصد الأرواح.
أمّا النيجر، فقد حصلت على 2.0079، فيما يتعلّق بمؤشر القوة المذكور. ويضم هذا البلد 17 مليونا و466 ألفا و172 ساكنا، بينهم ستة ملايين و596 ألفا و853 في سنّ تمكّنهم من مزاولة أيّ نشاط، وأربعة ملايين و413 ألفا و986 بلغوا السنّ القانونية لأداء الخدمة العسكرية.
وحاليا، تمتلك النيجر خمسة آلاف و300 رجل في الجبهة، لكنّها لا تمتلك جيشا احتياطيا.
ويمتلك الجيش النيجري 157 سيارة مدرّعة و15 طائرة وسبع مروحيات، بينما تبلغ ميزانيته 85 مليون دولار.
وفيما يتعلّق بحربه ضدّ "بوكو حرام"، تمكّنت وحدات الجيش النيجري، في مناسبات عديدة، من القضاء على 100 من مقاتلي المجموعة المسلّحة، في منطقة ديفا، الواقعة جنوب شرقي البلاد.
في المقابل، خسر أكثر من 50 من جنوده، بحسب مصادر أمنية نيجرية.
وفي تصريحات صحفية أدلى بها، مؤخرا، قال رئيس النيجر، محمدو يوسوفو، إنّ الأمن والقضاء على بوكو حرام يعدّ أولوية بالنسبة لإفريقيا، مشيرا إلى أنه "فيما يتعلّق بحوض بحيرة تشاد، نحن بصدد تشكيل نموذج يمكن أن يكون مدرسة بالنسبة للقوة المشتركة متعدّدة الجنسيات للتصدي للمجموعة المسلحة".
جيش تشاد
تعدّ تشاد القوة المصنفة في المرتبة 12 على الصعيد الإفريقي (93 عالميا)، سجّلت، من جانبها، مؤشّر قوّة بـ 2.3587.
ويبلغ التعداد السكاني للبلاد 11 مليونا و412 ألفا و107 نسمة، بينهم أربعة ملايين و531 ألفا و565 ناشطا، و2 مليون و579 ألفا و53 في سنّ تخوّل لهم أداء الخدمة العسكرية.
وتمتلك تشاد 30 ألفا و350 جنديا في الجبهة، غير أنها لا تمتلك أيضا جيشا احتياطيا.
أمّا بالنسبة للعتاد، فيمتلك الجيش التشادي 60 دبابة و332 سيارة مدرّعة، و34 طائرة و19 مروحية، فيما تبلغ ميزانيته 120 مليون دولار.
ومنذ كانون الثاني/ يناير الماضي، انضمت تشاد إلى الكاميرون في حربها ضدّ "بوكو حرام"، حيث أرسلت قوة تضم خمسة آلاف رجل للتصدّي للمجموعة المسلّحة على الحدود الفاصلة بين الكاميرون ونيجيريا والنيجر ونيجيريا.
واعترف الجيش التشادي بأنه خسر أكثر من 70 من رجاله في المعارك، غير أنه أكّد إصراره على ملاحقة المتمرّدين حتى القضاء عليهم نهائيا.
جيش الكاميرون
تصنف الكاميرون في المرتبة 23 إفريقيا على مستوى القوة العسكرية (119 عالميا)، وحصلت على مؤشر قوة بـ 3.4577.
ويبلغ عدد سكانها 23 مليون و130 ألفا و708، بينهم تسعة ملايين و216 ألفا و160 من السكان النشطين.
وتضم خمسة ملايين و513 ألفا و108 نسمة ممّن بلغوا السنّ القانونية لأداء الخدمة العسكرية.
ويتكون الجيش من 14 ألف رجل في الجبهة و10 آلاف في الاحتياط. ويمتلك الجيش الكاميروني 100 سيارة مدرعة و34 طائرة و12 مروحية، إلى جانب 54 أسطولا بحريا وميزانية مقدّرة بـ 370 مليون دولار.
ويواجه الجيش الكاميروني، منذ أشهر عدّة، انتهاكات "بوكو حرام" التي استهدفت المدن والقرى الواقعة في منطقة أقصى الشمال المحاذية لنيجيريا، ما أسفر عن مقتل المئات من الكاميرونيين.
وأبدت القوات العسكرية الكاميرونية المنتشرة في جبهة القتال التزاما كبيرا، غير أنّ فاتورة المعارك أضحت أكثر ثقلا بالنسبة للحكومة، بحسب اعترافات عدد من العسكريين.
وترنو الجيوش الخمسة إلى مواجهة ممارسات "بوكو حرام"، غير أنّ التحرّك بشكل فردي قد يكبّدها خسائر تعود عليها وعلى أمن بلدانها وبالا، ما يطرح وجوبا نظرية التحالف العسكري، وإشراك الجيوش الثلاثة لكل بلد (البر والبحر والجو)، بشكل متزامن يضمن تطويق عناصر المجموعة المسلّحة والقضاء عليها.
ويتعيّن على عناصر هذه الجيوش إتقان حرب العصابات، الأسلوب الذي تنتهجه بوكو حرام وبقية المجموعات الإرهابية، بحسب ما صرح به اللفتنانت، فالنتان أويناتي، المدرّب في المدرسة العسكرية بكوندول، جنوب العاصمة التشادية نجامينا.
ويقدّم موقع "غلوبال فاير باور" دراسات متخصّصة حول الجيوش النظامية في العالم، اعتمادا على معايير مختلفة بينها الموارد المالية المتاحة لكل جيش والمساحة الجغرافية التي يتمركز عليها، ونوعية البنى التحتية العسكرية، ومدى حداثة الأسلحة المستخدمة.