نشرت صحيفة "لوبوان آفريك" الفرنسية، تقريرا حول نتائج
الانتخابات المحلية
المغربية الأخيرة، مشيرة إلى أن حزب
العدالة والتنمية "صنع الفارق، وغيّر المعادلة السياسية؛ عبر المركز الذي احتله".
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن جميع الآمال قائمة لدى حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية المقررة في السنة القادمة، "فالحزب الذي يرأسه عبد الإله بنكيران؛ جاء أولا في عدد الأصوات، وثالثا في الترتيب على مستوى عدد الولايات التي فاز فيها".
واعتبرت أن الحزب الإسلامي "ذاهب إلى الانتخابات التشريعية القادمة بخطوات ثابتة، وهو ما يوضحه امتداد الحزب العميق والدائم في المشهد السياسي المغربي، والذي عكسته قاعدته المحلية الجديدة على إثر الانتخابات الأخيرة التي تفوق فيها على الأحزاب الأخرى".
ونقلت "لوبوان" عن عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، حامي الدين عبدالعالي، حديثه عن وجود تشابه كبير بين الانتخابات التشريعية والمحلية، وتأكيده على أن الفوز في الانتخابات المحلية يعزز مكانة الحزب أكثر في الانتخابات التشريعية.
وأضافت أن حزب العدالة والتنمية سيكون الهدف الرئيس والأول لموازين القوى الأخرى، مثل حزب الأصالة والمعاصرة الذي تحصّل على الصدارة نسبة لعدد المقاعد بـ21.6 بالمائة، وحزب الاستقلال الذي حل بالمركز الثاني، حيث اعتبر منار السليمي أن حزب العدالة والتنمية لم يفز أبدا في هذه الانتخابات، وذلك بسبب رفض هذه الأحزاب وأحزاب المعارضة التحالف معه.
وتطرقت الصحيفة إلى "ذكاء وحسن إدارة حزب العدالة والتنمية"، قائلة إنه "في ظل مناخ لعبة التحالفات؛ بات يتعين على الحزب أن يكون قادرا على حكم أكبر ثلاث مدن مغربية، وهي فاس والدار البيضاء والرباط، والتي يُعد عدد سكانها نصف سكان المملكة المغربية، ويمثل ناتجهم الخام حوالي خُمسي الناتج الوطني".
وأشارت "لوبوان" إلى النجاح الكبير الذي حققه عبد الإله بنكيران، في ظل الانحدار الذي يعيشه الإسلاميون في تونس ومصر، محيلة هذا النجاح السياسي إلى علاقاته الجيدة مع الملك، الذي مدّه بصلاحيات لم تمنح لغيره من الأحزاب.
ولفتت إلى أن "الحزب الذي وصل للحكم في ظل وضع استثنائي ومتغير أثناء الربيع العربي؛ بقي طوال هذه المدة في حذر من تطبيق مشروعه ورؤيته الإصلاحية"، مضيفة أن حزب العدالة والتنمية الذي يعرف بـ"المصباح"؛ لم يتخذ أية إجراءات تجاه ملفات الفساد الكبرى منذ توليه الحكومة، غير أنه نجح في إبعاد شبه الفساد عن حكومته.
وفي الختام؛ قالت الصحيفة إن رئيس الحكومة ماض في مشروعه الإصلاحي على المستوى الاقتصادي، "فبعد نجاحه في رفع الدعم عن البنزين في السنة الماضية، دون أي احتجاجات اجتماعية في دولة فيها نسبة شاب على ثلاثة يعاني من البطالة؛ فإن عليه القيام بإصلاحات حساسة أخرى سريعا، وخاصة تلك التي تعنى بنظام التقاعد".