طالبت نخب يمينية ومستويات رسمية
إسرائيلية، الرئيس الأمريكي باراك
أوباما بإعلان موافقته على ضم إسرائيل للمستوطنات في الضفة الغربية إليها، مقابل تسليم إسرائيل بالاتفاق النووي الذي توصلت إليه
إيران مع الدول العظمى.
واعتبرت هذه النخب أن أوباما مطالب بأن "يعوض" إسرائيل عمّا فقدته في
الاتفاق النووي؛ بتبني مواقفها من الصراع مع الفلسطينيين بشكل واضح.
وفي مقال نشرته صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية في عددها الصادر الأحد، قال معلقها السياسي أريي كهانا: "إن المستوطنات تمثل مركبا من المركبات المفصلية في تأمين العمق الاستراتيجي الإسرائيلي، وهذا ما يستدعي من الإدارة الأمريكية تبني موقف واضح وصريح داعم لحق إسرائيل في ضمها لها".
وتحت عنوان "يتسهار مقابل بوشهر"، جاء في مقال كهانا: "على أوباما أن يوافق على ضم مستوطنة يتسهار (متاخمة لنابلس) وبقية المستوطنات لإسرائيل إن كان معنيا بأن توافق إسرائيل على بقاء مفاعل بوشهر الإيراني".
وطالب كهانا، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن يطلب من أوباما، خلال لقائه به في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، التزاما مكتوبا برفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إلى جانب التزامه بغض الطرف عن تعاظم أنشطة البناء في المستوطنات والمشاريع التهويدية في القدس والضفة الغربية.
واعتبر كهانا أن نتنياهو بإمكانه أن يوظف التحولات الجيواستراتيجية في المنطقة بالإضافة للانقسام الفلسطيني الداخلي، من أجل إقناع أوباما بأن فكرة إقامة دولة فلسطينية فكرة غير صائبة ولن تحقق الاستقرار.
وكان نتنياهو قد قال خلال الحملة الانتخابية الأخيرة: "كل من يطالب بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية يطالب في الواقع بمنح الإسلام المتطرف الأرض لتكون منطلقا لتنفيذ عمليات ضد دولة إسرائيل".
ويذكر أن عددا من الوزراء الإسرائيليين يطالبون بتمرير مشروع قانون ينص على ضم مناطق "ج" التي تشكل أكثر من 60% من الضفة الغربية لإسرائيل.
ولا يتوقف الابتزاز الإسرائيلي للولايات المتحدة بمحاولة تأمين تبني مواقف إسرائيل من الصراع مع الشعب الفلسطيني، فقد أكد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يغال أردان أن الولايات المتحدة مطالبة بتبني مواقف إسرائيل من مستقبل الحل على الجبهة السورية.
وفي تغريدة كتبها مؤخرا، قال أردان: "إنه يتوجب على الولايات المتحدة والغرب بأسره الاعتراف بضم إسرائيل للجولان"، مشددا على أن هذه الخطوة تمثل دليلا على مدى جدية الرئيس أوباما في تفهم المخاوف الإسرائيلية.
وقد تبنى الموقف نفسه وزير التعليم نفتالي بنات، الذي يرأس حزب "البيت اليهودي" وطالب العالم والولايات المتحدة تحديدا بالاعتراف بضم الجولان إلى إسرائيل.
وفي السياق، دعا وزير الشؤون الاستخبارية يسرائيل كاتس إلى التوصل مع الولايات المتحدة إلى سلسلة من التفاهمات الاستراتيجية التي تتناول طابع المساعدات العسكرية التي يتوجب أن تحصل عليها إسرائيل في أعقاب تمرير الاتفاق النووي في الكونغرس.
ونقلت الإذاعة العبرية الخميس الماضي عن كاتس قوله: "إن هذه المساعدات يجب أن تفضي إلى إحداث نقلة نوعية في قدرات الجيش الإسرائيلي الاستراتيجية".