انضم شاب كردي لتنظيم الدولة خلال الفترة الماضية، وعاد إلى كردستان مقابل أكثر من 100 ألف دولار أمريكي.
وبحسب موقع "رووداو" الكردي، فقد كشف مسؤول في حكومة إقليم كردستان أنه تم دفع فدى مالية تقدر بـ170 ألف دولار لإعادة مسلحين أكراد.
و(س.م.ك) وهو أحد أهالي
السليمانية، كان في صفوف
تنظيم الدولة في
سوريا لفترة طويلة، وفي 12 أيلول/ سبتمبر سلم نفسه لقوات البيشمركة.
وقال ضابط رفيع في قوات البيشمركة في محيط الكوير- مخمور، إن "الكرد المنضمين لداعش يسلمون أنفسهم بين فترة وأخرى"، موضحا أن "(س.م.ك) سلم نفسه لقوات البيشمركة في مرتفعات قرية سلطان عبد الله (جنوبي كركوك)، بالتنسيق معها".
وأضاف الضابط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن المسلح المذكور "من أهالي السليمانية، شقيقه ملازم في البيشمركة يقاتل ضد
داعش في جبهات القتال في كركوك، وكان والده بمنصب وزير في عهد إدارة السليمانية، وبعد تأسيس حركة التغيير انضم إليها".
وقال أحد المقربين لتلك الأسرة لـ"رووداو" إن "(س) قال لوالده إنه سيسافر مع رفيقين اثنين إلى إيران، ولكن بعد فترة علم أنه في مدينة الرقة السورية، ووصلها عبر تركيا".
القتلى الأكراد بالتنظيم
وعلى الرغم من عدم توفر حصيلة رسمية عن الأكراد من إقليم كردستان المنضمين إلى صفوف التنظيم، فإن مدير العلاقات في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مريوان نقشبندي، كشف عن بعض الإحصائيات، قائلا: "500 كردي من إقليم كردستان انضموا لداعش".
وأضاف نقشبندي أن "أقل من 100 كردي بقوا في صفوف داعش، لأن 250– 260 كرديا منهم قتلوا من قبل البيشمركة وطائرات التحالف الدولي، وعاد عدد ملحوظ منهم وسلموا أنفسهم".
يتم شراؤهم بالدولار
ولم يخف مدير العلاقات في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كردستان أن ذوي الذين ينضمون لتنظيم الدولة يطالبون بالتنسيق مع الأسايش لتتم إعادتهم، مضيفا أن "ذويهم ينسقون مع المؤسسات الأمنية لتتم إعادة أبنائهم، وعن طريق العشائر السنية وبعض الأكراد سلموا أنفسهم"، مبينا أن "بعض الأسر دفعت 170 ألف دولار لإعادة ابنها".
وأضاف الضابط الرفيع أن المدعو (س.م.ك) "انضم لداعش لفترة خمسة أشهر، لكن أحد أثرياء السليمانية أخذ على عاتقه دفع أكثر من 100 ألف دولار لإعادته، ووصل المبلغ إلى أيدي بعض الأشخاص الخاضعين لسلطة داعش، ما يشكل عاملا ماليا مساعدا له، لكن الناس مضطرون لفعل كل شيء لإعادة أبنائهم".
ولدى عودة (س.م.ك) سأله أحد أفراد البيشمركة عن سبب انضمامه لداعش الذي يقتل الأكراد، فأجاب قائلا: "ليس مهما للمسلمين أن يقاتلوا من، المهم أن نقاتل الكفار".
وأشار الضابط الرفيع إلى أن "هؤلاء يبقون في عهدة الأسايش والقوات الأمنية في البدء، حتى حين عودتهم إلى وضعهم السابق، ثم يتم إطلاق سراحهم، لأنهم يكونون خاضعين لتأثير داعش في فكرهم وتصرفاتهم لدى عودتهم في البدء".
التنظيم لديه 31500 مسلح
ووفقا لأحدث تقرير صادر عن دائرة الاستخبارات الأمريكية (CAI)، فإن عدد مسلحي تنظيم الدولة يقدر بأكثر من 31500 مسلح.
وقبل سيطرة التنظيم على مدن محافظة الأنبار غرب العراق، فإنه أعلن عن تحضيرات ومواعيد مختلفة لشن هجوم وشيك على مدينة الموصل، التي توصف بأنها معقل تنظيم الدولة في العراق، من أجل استعادتها، وكان من المقرر أن يتم شنه في مطلع الصيف الحالي.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بعد لقائه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إنه سيتم البدء بحملة عسكرية لاستعادة الموصل بعد شهر رمضان الفائت، لكن لم يتم شنها، ولم يتم الإدلاء بأي توضيح حول تأخيرها، لكن مسؤولا أمريكيا أعاد الحديث عن مسألة استعادة الموصل.
وقال مبعوث أوباما لقوات التحالف ضد داعش، الجنرال جون ألن، في تصريح إنه "رغم طول أمد المعركة التي يقودها التحالف الدولي ضد داعش، فإنها حققت الكثير"، مؤكدا أن "تحرير" الموصل سيكون خلال أشهر.
وكان محافظ نينوى المقال أثيل النجيفي، قال في تصريح سابق لـ"رووداو"، إن "الأكراد في صفوف داعش يبلغ عددهم 200 مسلح، ووفقا لمعلوماتنا فإن الأكراد حاليا في الرقة يتدربون للاستعداد لمعركة الموصل".
وقال (س.م.ك) لدى تسليم نفسه لقوات البيشمركة إن "داعش يقوم حاليا بنقل مسلحيه الأكراد والعراقيين من سوريا إلى الموصل والمدن العراقية الأخرى".
انضم 75 شخصا من السليمانية للتنظيم
والمسلحون الأكراد في صفوف تنظيم الدولة هم من مختلف مناطق كردستان، لكن مناطق حلبجة وكرميان والسليمانية وأربيل يرد اسمها أكثر، وبعضهم توجه مع أفراد أسرته للتنظيم.
وقال مدير أسايش السليمانية العميد حسن نوري، لإذاعة "صوت أمريكا" الناطقة باللغة الكردية إن "عدد الذين انضموا لداعش في محيط السليمانية خلال الفترة الماضية لا يتجاوز الـ70– 75 شخصا، ذهب منهم 10– 15 شخصا مع أسرهم إلى صفوف داعش، ولكن نصفهم عادوا، واتخذت مؤسسة الأسايش الإجراءات القانونية بحقهم".
وقال مدير أسايش كركوك، إن "داعش يقوم بنفسه بإبلاغ ذوي مسلحيه الأكراد في محافظة كركوك عندما يقتلون".
وأوضح مدير أسايش الحزب الديموقراطي الكردستاني في كركوك، هلو نجات، لـ"رووداو": "لم يعد أي من الكرد الذين انضموا إلى داعش في محيط كركوك"، مردفا بأنه "انضم حتى الآن 10 أكراد في محيط محافظة كركوك، قتل ثلاثة منهم، وأبلغ داعش ذويهم بمقتلهم".
وأشار نجات إلى أن الأكراد المقتولين في صفوف تنظيم الدولة هم "من أهالي داقوق وطوزخورماتو".
التنظيم فقد الثقة بمسلحيه الأكراد
وأوضح مدير العلاقات في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، أن "داعش فقد الثقة بمسلحيه الأكراد، ولا يسمح لهم بالبقاء معا، وحاليا لا يوجد أي مسؤول كردي أو قيادي في صفوفه"، مردفا بأن "داعش أعدم خلال الفترة الماضية 18 مسلحا كرديا بتهمة الخيانة وتزويد البيشمركة بالمعلومات".
وبالاضافة إلى الأكراد من إقليم كردستان، فإنه يقاتل إلى جانب "داعش" مسلحون أكراد من أجزاء كردستان الأخرى.. ففي قرية كسكي غرب الموصل كان هناك مسلح كردي من كردستان تركيا، وألقت قوات البيشمركة القبض عليه وهو مصاب.
وأضاف نقشبندي أن "لدينا معلومات بأن أكثر من 500 كردي من كردستان تركيا وكردستان إيران في صفوف داعش حاليا".