تابعت
الصحف الأمريكية حادث
الصحراء الغربية الذي وقع بمصر الأحد الماضي، وقالت إن طائرات الجيش لم تقتل فقط السياح المكسيكيين هناك، وإنما أطلقت أيضا رصاصة الرحمة على قطاع السياحة المتدهور منذ ثورة كانون الثاني/ يناير 2011.
وكانت وزارة الداخلية المصرية قد أعلنت أن قوة مشتركة من الجيش والشرطة كانت تلاحق "عناصر إرهابية" في المنطقة يوم الأحد الماضي، فأطلقت النار عن طريق الخطأ على أربع سيارات دفع رباعي اتضح لاحقا أنها تحمل سياحا - غالبيتهم من المكسيكيين - ومرافقين مصريين كانوا في رحلة سفاري.
وأسفر الحادث عن مقتل 12 شخصا من بينهم مكسيكيين اثنين، وإصابة 10 آخرين من جنسيات مختلفة، فيما قال مسؤولون مصريون إن السياح لم يكن لديهم تصريح بالتواجد في هذه المنطقة المحظورة.
ضربة قاصمة
وقالت صحيفة "شيكاغو تريبيون" إن مقتل السياح المكسيكيين هو أكثر الحوادث التي تضرب قطاع السياحة المصرية دموية منذ شهور طويلة، مؤكدة أن هذا الحادث يمثل ضربة قاصمة لجهود الحكومة المصرية لإعادة إنعاش السياحة المنهكة منذ خمس سنوات.
وأشارت الصحيفة إلى أن قوات الأمن المصرية تخوض معركة شرسة مع المسلحين الإسلاميين في سيناء والدلتا وصحراء سيناء الغربية، لافتة إلى تنفيذ ولاية سيناء التابعة لتنظيم الدولة هجمات عنيفة خلال العامين الماضيين في سيناء كما قام بتفجير القنصلية الإيطالية في القاهرة فضلا عن اختطاف وذبح مهندس كرواتي كان يعمل في مصر.
ونقلت "شيكاغو تريبيون" عن وزيرة الخارجية المكسيكية "كلوديا رويز" قولها إن اثنين من مواطنيها على الأقل قتلا في الحادث، وأن التحقيقات لا زالت جارية لكشف مصير عدد آخر من المفقودين والجرحى، مؤكدة أن الهجوم تم بإطلاق النار عليهم من قبل طائرات هليكوبتر وطائرات أخرى مصرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن السياحة المصرية تعد أحد أهم مصادر البلاد من العملة الأجنبية بجانب الصادرات وتحويلات العاملين بالخارج وقناة السويس، وتساهم في تشغيل 4 ملايين شخصا في القطاعات الاقتصادية المختلفة المرتبطة بالسياحة بشكل مباشر وغير مباشر.
وقالت إن الصحراء الغربية في مصر تعد من أهم المناطق التي تشتهر بسياحة السفاري، بفضل التكوينات الصخرية الفريدة ورمالها البيضاء الرائعة، لكنها في الوقت ذاته تعد أحد معاقل المتمردين المسلحين بسبب متاخمتها لحدود مصر مع ليبيا حيث تتدفق الأسلحة والمتشددين إلى مصر بسبب الفوضى التي تعم البلاد منذ عام 2011، مشيرة إلى تكرار استهداف قوات الجيش والشرطة المصرية في الصحراء الغربية، كان أخطرها الهجوم على نفطة تفتيش تابعة للجيش في تموز/ يوليو 2014 ما أسفر عن مقتل 21 جنديا.
حادث غامض
بدورها، وصفت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" مقتل السياح المكسيكيين ومرافقيهم المصريين على أيدي قوات الأمن بالحادث الغامض.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها الثلاثاء بثته عبر موقعها الإلكتروني، أن التقارير الإعلامية حول الحادث متضاربة وغير واضحة، مشيرة إلى أن وزارة الداخلية أعلنت إطلاق النار على سيارات السياح عن طريق الخطأ بينما قالت صحف محلية إن الهجوم نفذته مروحيات تابعة للقوات المسلحة المصرية.
وتابعت "لوس أنجلوس تايمز"، الغموض طال أيضا طبيعة المكان الذي وقع به الحادث وما إذا كانت المنطقة التي وقع تم قتل السياح بها منطقة مفتوحة للسياح أم محظورة بسبب العمليات العسكرية وملاحقة المسلحين فيها؟
ويقول خبراء في مجال السياحة إن هذا الحادث قد يعيد مصر مجددا إلى قائمة الحظر السياحي باعتبارها دولة غير آمنة، ما يعني إعلان وفاة السياحة المصرية بشكل رسمي.
عبء جديد
أما صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فقالت إن حادث الواحات سيمثل عبئا جديدا على مساعي تنشيط السياحة المصرية التي تبذلها الحكومة الحالية عبر محاولاتها لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي إلا أن الإرهاب المستشري في البلاد يقوض كل تلك الجهود".
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها الثلاثاء، أن الرئيس المكسيكي أدان مقتل مواطنيه في مصر وأسماه بالحادث المأساوي، مشيرة إلى أن المسكيك طالبت الحكومة المصرية بإجراء تحقيق شامل.
وتابعت "وول ستريت جورنال" أن وزارة الخارجية قررت زيادة عدد العاملين بالسفارة المكسيكية بالقاهرة لتقديم مزيد من الدعم للضحايا وأسرهم، كما أن وزيرة الخارجية ستصل مصر في وقت لاحق الثلاثاء لمتابعة تطورات التحقيقات عن كثب بعدما أعلنت السلطات المصرية عن تكوين فريق لبحث أسباب الحادث ووعدت بإعلان نتائج التحقيق بشفاقية.
وتقول إحصائيات الحكومة المصرية إن إيرادات السياحة بلغت خلال عام 2014 نحو 7.3 مليارات دولار مقابل أكثر من 12 مليار في عام 2010.
ومن سوء الحظ أن الحادث وقع في الموسم الشتوي الذي يشهد تزايدا في أعداد السياح الزائرين لمصر إلا أن هذا الحادث يؤثر بشكل كبير على السياحة بشكل عام وسياحة السفاري بشكل خاص.