دعا كاتب
مصري موال لرئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، إلى البحث عن
الجواسيس حوله، قائلا: "إن كان هناك جاسوس أو أكثر فابحثوا عمن كان أقرب الناس لأُذن الحاكم، ومن كان مسيطرا على اختيار القيادات، ومن كان من "ترزية القوانين"، ستجدهم جميعا من أغنياء مصر، ولم ينجح أحد في اصطيادهم، أو حتى الاقتراب منهم".
وقال
محمود عمارة، في مقاله، بجريدة "الوطن"، الثلاثاء، بعنوان: "الجاسوس مين.. والحل فين؟": "سألت نفسي ألف مرة: لو كان فيه جاسوس مزروع هنا لإفشال الدولة المصرية، لإذلال أحفاد الفراعنة.. يا ترى زرعوه فين؟ وما المهمة التي كلّفوه بها؟".
وأجاب: "في الاتحاد السوفيتي عندما أرادوا تفكيكه لتقسيمه.. زرعوا جاسوسا على رأس الجهاز المنوط به اختيار القادة من المسؤولين: وزير، محافظ، رئيس هيئة أو مصلحة حكومية".
وأضاف: "مهمة هذا الجاسوس كانت محدّدة في اختيار أسوأ المرشّحين لأي منصب، فكان يختار: منعدم الكفاءة، بليد الفكر، اللي بيسمع الكلام، اللي عنده ملف فساد أو آداب.. إلخ".
وتابع: "خلال 20 سنة ظل هذا الجاسوس في موقعه يختار الأسوأ.. إلى أن أصبح على قمة الأجهزة والمؤسسات (مجموعة من الحمير).. فانهار الاتحاد السوفيتي، وتم تقسيمه رغم كل ما كان يملكه من أسلحة، ورغم أن جيشه كان ثاني جيش في العالم.. ورغم كل الكنوز والإمكانات والموارد (أكبر احتياطي غاز في العالم، بترول، فحم و.. و... قُل ما شئت من ثروات في باطن أراضيهم التي كانت مترامية الأطراف)".
وانتقل الكاتب من تجربة الاتحاد السوفييتي إلى التجربة الناصرية في مصر فقال: "بعد كل "الإزعاج" الذي تسبب فيه جمال عبدالناصر بالثورة ثم تأميم ممر الملاحة العالمي، ومساعدة دول أفريقيا للاستقلال، وانحيازه للمعسكر الشرقي، وإعلانه الحرب على إسرائيل.. كان لا بد من القضاء على هذا المارد، فألحقوا به "الهزيمة الكبرى" في عام 1967.. ولم ينكسر أحفاد الفراعنة.. فكان لا بد من زراعة الجاسوس، أو عدد من الجواسيس (ربما من بداية الثورة في 1952، وربما بعد ذلك)".
وأضاف الكاتب -ناسبا ذلك إلى صديق له-: "قناعتى الشخصية أنهم زرعوا منا وفينا جاسوس.. وتأكدت قناعتي 100% بعد أن شاهدت في التليفزيون الفرنسي: اعترافات لآخر جاسوس فرنسي من مجموعة زرعهم ديجول في أفريقيا السوداء لحماية مصالحهم هناك".
فيبدأ الهجوم -بحسب الكاتب- على سياسات هذا الرئيس، بعد إمداد الصحافة بمعلومات وأسرار لفضائح وقصص حقيقية من فساد الرئاسة.. وفي الوقت نفسه يتم "تلميع" شخصية (مضمونة الولاء لفرنسا).. ليتم في النهاية خلع الرئيس، الذي يعارض المصالح الفرنسية".
وأضاف الكاتب: "أمريكا" عملتها في الاتحاد السوفيتي، وفي معظم دول أمريكا اللاتينية (حتى في الخليج هي التي تسمح بفلان، وتُقصى علان).. فرنسا فعلتها (باعترافهم) في معظم البلدان الأفريقية.. وإسرائيل لها باع طويل في هذا الشأن.. فلماذا نستبعد زراعتهم لجاسوس أو أكثر لإفشالنا، وإذلالنا؟".
واستطرد عمارة: "قناعتي بعد 60 سنة من حكم نفسنا لنفسنا، وفي النهاية مش لاقيين ناكل، أن هناك أكثر من جاسوس (في ذهني بعض الأسماء من الأحياء والأموات).. عملوا فينا إيه؟".
الخلاصة -بحسب الكاتب- هي أنه "إن كان هناك جاسوس أو أكثر.. فابحثوا عمن كان أقرب الناس لأُذن الحاكم.. ومن كان مسيطرا على اختيار القيادات.. ومن كان من "ترزية القوانين"، ستجدهم جميعا من أغنياء مصر.. ولم ينجح أحد في اصطيادهم، أو حتى الاقتراب منهم.. فهم محميون دائما، هم وأبناؤهم".
وفي الختام تساءل عمارة : السؤال الآن: كيف نخرج من هذه الفخاخ في أسرع وقت.. فنختار الأكفاء في القيادة.. ونولّع (نحرق) في الـ401 ألف قانون، وقرار.. وطبقا للدستور الجديد نعمل قوانين جديدة، تساير العصر، ونخلص من "غول" التشريعات الفاسدة.. ساعتها مصر هتبقى قد الدنيا بحق وحقيقي؟، وفق قوله.
ويأتي مقال عمارة هذا بعد أيام من قرار السيسي؛ تكليف وزير البترول السابق شريف إسماعيل بتشكيل حكومة جديدة، خلفا لخكومة إبراهيم محلب، التي قبل استقالتها، ما أثار موجة من الانتقادات العارمة لاختيار السيسي لشخص إسماعيل.
ويأتي في أعقاب دعوة السيسي إلى تعديل الدستور.
ورأى مراقبون أن خطورة المقال تكمن في مضمونه الذي يطرحه الكاتب، والتوقيت الذي اختاره له، والإسقاطات القوية التي يحملها على الأوضاع الراهنة في مصر تحت حكم السيسي.