تلقى عدد كبير من الإعلاميين
المصريين الداعمين لرئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، إعلان تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة
شريف إسماعيل، بموجة من السخط، والرفض، والشعور بعدم التفاؤل، فضلا عن الاندهاش من تركيبة الحكومة، التي أدت اليمين الدستورية أمام السيسي، السبت.
وزارة جديدة لا تبعث على التفاؤل
في البداية، قال الكاتب الصحفي، والخبير الإعلامي، محمد شومان، بجريدة "اليوم السابع"، الأحد، إن الوزارة الجديدة لا تبعث على التفاؤل، لأن أغلب الوزراء من رجالات الحزب الوطني، ومن صندوق نخبة مبارك، وجمال، ومع ذلك مبروك لمصر الوزارة الجديدة، وأرجو ألا تكون وزارة تصريف أعمال، وأن يكون لها رؤية ومهام يحددها بوضوح خطاب تكليف من الرئيس.
سيادة الرئيس لماذا غيرت الوزارة؟
تحت هذا العنوان، قال محمد منير، في الجريدة نفسها "ربما شهدت بعض دول العالم فضائح تختص بوزراء أدت إلى استقالة الحكومة بأكلمها، وهو ما يعني أن الحكومات كلها تعمل في منظومة واحدة، وتتحمل أخطاء أعضائها، ولكن لم يحدث قط أن أعلن النظام عن إقالة حكومة بسبب ما تردد عن أعضاء فيها ثم يأتي بالأعضاء أنفسهم في الحكومة الجديدة.
وأضاف منير أن "الخلل هنا؛ إما فيما سبق التلميح به، وإما في التغيير، أو أن هناك أسبابا خفية دفعت رئيس الدولة إلى التغيير الوزاري، أو على الأدق التعديل الوزاري، ومن حق الشعب أن يعرفها".
واستطرد: "لهذا تكرر السؤال لسيادة الرئيس: ما هي أسباب التغيير الوزاري في هذا التوقيت؟، ولماذا خلا التشكيل الجديد من وجوه من خارج دائرة النظام الحاكم؟ فهل يعني هذا أن اختيار الحكومات سيكون بمبدأ الأنظمة السابقة، وأقصد: "اختيار أهل الثقة، وليس أهل الخبرة؟"، متابعا: بعد ما حدث فأين الثقة؟
الحكومة الجديدة.. وردة في "جيب جاكت" الرئيس
هكذا عنون الصحفي عماد حمدي، مقاله بجريدة "المقال"، متسائلا: "كيف تأكد عداء النظام للسياسة من خلال التشكيل الحكومي؟ وهل شعرت مصر بإقالة حكومة
محلب حتى تشعر بتشكيل حكومة إسماعيل؟".
وقال: "على هامش أداء الحكومة الجديدة اليمين أمام رئيس الجمهورية تأكدت حقيقة واضحة في هذا البلد هي، أن الدستور لا يتم استدعاؤه إلا للقسم عليه عند تولي أي مسؤول منصب جديد.. كل الوزراء الذين تم تكليفهم بحقائب وزارية يعلمون تمام العلم أن هناك نية لتعديل الدستور، ومع ذلك أقسموا على احترامه".
وأضاف أن "هناك إشارات بدت واضحة خلال أداء الوزراء اليمين الدستورية تستلزم الوقوف أمامها بالتحليل، أولها أن أكثر من نصف عدد الوزراء القدامى (17 من 33) مستمرون في مواقعهم، مما يؤكد أمرين في وقت واحد، أولهما أن ما حدث يدخل تحت مسمى التعديل الوزارى، وليس التغيير الوزاري، خصوصا أن الوزراء الذين كان من المتوقع تغييرهم بسبب ضعف الأداء، وأبرزهم وزراء المجموعة الاقتصادية، بقوا في أماكنهم برغم التدهور الاقتصادي المستمر، وعدم إنجاز أي تقدم في ملف مشروعات مؤتمر شرم الشيخ".
واختتم عماد حمدي مقاله بالقول: "استمرار هؤلاء الوزراء في مواقعهم يؤكد ما تردد حول كثرة الاعتذارات التي واجهها رئيس الحكومة الجديد، نظرا لغياب الثقة في المناخ العام بسبب عشوائية الأداء، وغياب الرؤية عن القيادة السياسية، فلم يجد أمامه إلا الاستعانة بالوزراء أنفسهم، ليتجدد السؤال البديهي: إن كنا نتوقع هذه النتيجة، فما الدافع وراء التعديل الوزاري في هذا التوقيت؟ وما الداعي أن يضع الرئيس نفسه في موضع حرج تجسد من خلال اعتذار الكثيرين عن العمل معه؟".
غياب الرؤية
من جهته، رأى الكاتب الصحفى عبد الله السناوي أن تشكيل الحكومة الجديدة يفتقد لأي رؤية، واصفا رؤية الحكومة التي أعلنت أمس، بـ"رؤية مطاطية وعامة"، وأشار إلى أن هناك غياب للرؤية الشاملة.
وتابع - خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "هنا العاصمة "، عبر فضائية "سي.بي.سي"-: "أول ملحوظة لي على الحكومة الجديدة أنها حكومة محلب بدون محلب، وبعض الوزراء طرحت أسماؤهم فى اللحظة الأخيرة".
إقصاء من يشتبه بمعارضته للسلطة
أما الكاتب والباحث في علم الاجتماع السياسي، عمار علي حسن، فقال إن التغيير في الحكومة يُعد تغييرا في الأسماء فقط، لكن جميع الوزارة من الدائرة نفسها.
وأضاف حسن خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "آخر النهار"، على قناة "النهار"، السبت أن مصر الآن تسير في طريق عدم تجديد النخبة السياسية، مشيرا إلى أن دائرة الاختيار لرئيس الوزراء كانت ضيقة.
وتابع: "أي شخص عرف بمعارضته للسلطة حتى وإن كان من زمن بعيد، يتم إقصاؤه من الاختيار لأي وزارة بناء على التقارير الأمنية".
ومن جهته، قال رئيس تحرير جريدة "الشروق"، عماد الدين حسين، إن بعض الشخصيات التي تم اختيارها في حكومة شريف إسماعيل تحمل مفاجأة بالنسبة لوسائل الإعلام.
وأضاف - لبرنامج "مباشر من العاصمة" على قناة "أون.تي.في"، السبت- أن اختيار أحمد زكي بدر وزيرا للتنمية المحلية، يعد تطورا مهما في الحكومة الجديدة خاصة أن البعض كان يتوقع تعيينه وزيرا للتربية والتعليم، كما أن عودة هشام زعزوع وزيرا للسياحة مرة أخرى كان مفاجأة لم يتوقعها الكثيرون.