قال مسؤولان أمريكيان، الاثنين، إن
روسيا بدأت تنفيذ مهام استطلاع بطائرات دون طيار في أجواء
سوريا فيما يبدو، كأول عمليات عسكرية جوية لموسكو داخل سوريا، منذ أن عززت وجودها العسكري في قاعدة جوية هناك.
ويسلط بدء موسكو رحلات مستخدمة طائرات دون طيار الضوء على المخاطر التي قد يسببها قيام طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وطائرات روسية بعمليات في المجال السوري المحدود دون الاتفاق على تنسيق أو أهداف في الحرب السورية.
ويشير مراقبون إلى أن للبلدين اللذين كانا غريمين أيام الحرب الباردة عدوا مشتركا الآن هو تنظيم الدولة في سوريا، رغم معارضة وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) للدعم الذي تقدمه موسكو لرئيس النظام السوري، بشار
الأسد، إذ تراه السبب الرئيس في انهيار بلده، الذي يحترق بنيران حرب منذ أربع سنوات ونصف.
وقال مسؤول أمريكي، اشترط عدم ذكر اسمه، إن عدد الطائرات الروسية ذات الأجنحة الثابتة التي يقودها طيارون في القاعدة الجوية زاد بشكل كبير أيضا خلال الأيام الماضية.
وشمل ذلك قيام روسيا بنشر 12 طائرة هجومية متقدمة من الطراز "فنسر"، و12 مقاتلة من النوع "فروجفوت"، تستخدم للدعم الجوي القريب. هذا إلى جانب الدفعة الأولى من المقاتلات الروسية التي نشرت الأسبوع الماضي.
ولكن وزارة الدفاع الأمريكية من جانبها، قالت إنها "على دراية كاملة" بما يجري على الأرض في سوريا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مطلع هذا الأسبوع، إن الولايات المتحدة ترحب بمشاركة روسيا في التصدي لتنظيم الدولة في سوريا. لكنه قال إن أزمة اللاجئين التي تزداد سوءا تؤكد الحاجة لإيجاد حل وسط قد يؤدي أيضا لتغيير سياسي في البلاد.
وقتلت الأزمة في سوريا ما يقدر بنحو ربع مليون شخص، ولا يزال كثيرون يهربون من منازلهم، بعدما فرّ أربعة ملايين لاجئ خارج البلاد، ونزح 7.6 مليون داخلها.
يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعهد باستمرار دعم بلاده العسكري للأسد، وهو دعم تقول روسيا إنه متوافق مع القانون الدولي.
ولم يتضح إن كانت موسكو ستستهدف في النهاية قوات المعارضة الذين تدعمهم الولايات المتحدة في سوريا، حيث ترى فيهم موسكو خطرا على الأسد.
واتفق قادة عسكريون أمريكيون وروس، الجمعة الماضي، على البحث عن سبل لتجنب أي تداخل غير مقصود. لكن تلك المناقشات وصفت بأنها لا تزال في البداية.
ولم يتضح إن كانت المحادثات الأمريكية الروسية قد تكتسب زخما إضافيا، خاصة بعدما بدأت موسكو رحلات الطائرات دون طيار.
وقال المسؤولان الأمريكيان إن العمليات الروسية بهذا النوع من الطائرات نفذت على ما يبدو انطلاقا من قاعدة عسكرية قريبة من مدينة اللاذقية، التي نقلت إليها موسكو معدات عسكرية ثقيلة بينها مقاتلات وطائرات هليكوبتر مقاتلة، وقوات من مشاة البحرية، خلال الأيام الماضية.
وقال المسؤولان الأمريكيان إنه لم يتضح على الفور عدد الطائرات الروسية دون طيار التي تشارك في مهام الاستطلاع أو نطاق مهامها.
ويأتي الكشف عن أحدث التحركات الروسية داخل سوريا في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل عن اتفاق لتنسيق الأعمال العسكرية بشأن سوريا، بغرض تجنب أي تبادل غير مقصود لإطلاق النار.
وبعد محادثات في موسكو مع بوتين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنهما "اتفقا على آلية لمنع حدوث سوء تفاهم".