تتصاعد وتيرة الضغوط التي يتعرض لها الزعيم الجديد لحزب العمال البريطاني
جيرمي كوربن، والتي وصلت إلى حد الزعم من قبل جنرال كبير في
الجيش البريطاني بأن "تمردا عسكريا قد يحدث" في حال وصول كوربن إلى الحكم رئيسا للوزراء في الانتخابات المقبلة، وهو ما سرعان ما نفته وزارة الدفاع البريطانية التي اعتبرت هذه التصريحات "غير مقبولة".
ونقلت جريدة "صنداي تايمز" البريطانية عن جنرال كبير قوله إنه "في حال وصل كوربن إلى منصب رئيس الوزراء فسوف يضع الجيش أمام تحد مباشر"، مشيرا إلى أن "الجيش قد يشهد استقالات جماعية واسعة" في حال وصل كوربن إلى الحكم.
وكشفت الصحيفة أن قادة كبار في أجهزة الأمن تعهدوا بعدم السماح لكوربن بالاطلاع على كل شيء يجري في أجهزتهم في حال أصبح رئيسا للوزراء، وقالت الصحيفة إن كوربن سيحظى بــ"إمكانية دخول محدودة" على بيانات الشرطة وأجهزة الأمن.
وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي تشهد فيه
بريطانيا جدلا واسعا بعد نجاح السياسي اليساري المعروف بتأييده للفلسطينيين، والمعادي للحرب على العراق، جيرمي كوربن، في الفوز بمنصب زعيم حزب العمال، وهو المنصب الذي يتوقع أن يكون تمهيدا لوصول الرجل إلى رئاسة الحكومة البريطانية، حيث في حال فاز حزب العمال بأغلبية مقاعد البرلمان بالانتخابات المقبلة المقررة بعد خمس سنوات فإن كوربن سوف يصبح بالضرورة رئيسا للوزراء خلفا لرئيس الحكومة الحالي ديفيد كاميرون.
وسرعان ما تدخلت وزارة الدفاع البريطانية وأصدرت بيانا استنكرت فيه التصريحات التي جاءت على لسان جنرال يهدد بالعصيان في حال وصل كوربن إلى رئاسة الوزراء، حيث أكدت بأن الجيش لا يمكن أن يتدخل في السياسة، ولا أن ينفذ عصيانا يخرج فيه عن دوره المعهود والطبيعي.
وأثارت تصريحات الجنرال المجهول موجة من الغضب في بريطانيا والجدل الذي دعا الكاتب المعروف ديفيد هيرست إلى كتابة مقال مطول ينتقد فيه التصريحات، وينتقد الحكومة البريطانية ووزارة الدفاع لاكتفائها بالتنديد والاستنكار لهذه التصريحات وعدم فتح تحقيق بشأن هذه التهدايدات التي تمثل تطورا خطيرا في بلد ديمقراطي مثل بريطانيا.
وذهب هيرست إلى القول بأن بريطانيا تعلمت الاستبداد وتدخل العسكر في السياسة من
مصر، وبدلا من أن تقف ضد الانقلاب العسكري في مصر فإن جنرالاتها أصبحوا يهددون بتبني الوصفة المصرية التي نفذها
السيسي عندما انقلب على الرئيس المنتخب بصناديق الاقتراع.
وبينما شغلت تصريحات الجنرال البريطاني المجهول الإعلام في بريطانيا، فإن الكثير من المراقبين يرون بأن موقف وزارة الدفاع البريطانية الواضح يؤكد بأن سيناريو السيسي، وما فعله في مصر لا يمكن أن يتكرر في أي دولة ديمقراطية بالعالم، وأن الجيوش لا يمكن أن تتحول إلى العمل السياسي وتستولي على الحكم في دول ديمقراطية تحكمها صناديق الاقتراع.