نقل مراسل صحيفة "إندبندنت" باتريك كوكبيرن عن الرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني صالح مسلم، قوله إن انهيار نظام بشار
الأسد سيكون كارثة.
ويقول مسلم إنه ليس داعما لنظام الأسد، إلا أنه يخشى من الخطر الذي تمثله الجماعات الإسلامية التي تقترب من دمشق. وقال: "لو سقط النظام نتيجة لضغوط السلفيين فسيكون ذلك كارثة على الجميع". ويدعم مسلم استبدال الأسد بحكومة تحظى باحترام، ولكنه يخشى من تقدم
تنظيم الدولة والجماعات الموالية لتنظيم
القاعدة نحو دمشق، وهو ما يراه "خطرا".
وتذكر الصحيفة أن قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب مسلم قد تعرضت وقوات النظام السوري لهجوم من مقاتلي تنظيم الدولة، ولكن مسلم نفى أي تعاون مع النظام السوري.
ويشير الكاتب إلى الدور الذي يؤديه
الأكراد منذ بداية الحرب الأهلية وسقوط بلدة عين العرب/ كوباني، حيث استطاع مقاتلو الحماية الشعبية إخراج تنظيم الدولة بدعم من الطيران الأمريكي. ويقول مسلم إنه يريد رؤية نهاية للنظام السوري، لكنه يعد تنظيم الدولة العدو الأول، ويقول: "هدفنا الرئيسي هو هزيمة (داعش)، ولن نشعر بالأمان في بيوتنا طالما بقي (داعش) حيا". وأضاف أن التهديد لا يأتي فقط من تنظيم الدولة، ولكن من الجماعات الموالية لتنظيم القاعدة، مثل جبهة النصرة، ومن مقاتلي أحرار الشام "كلهم لديهم العقلية ذاتها".
ويقول كوكبيرن إن مسلم (64 عاما)، الذي عمل في السابق مهندسا في السعودية، ويحكم اليوم منطقة "روجوفا"، كما يطلق الأكراد على منطقة شمال شرق
سوريا، تحدث إليه في بلدة رملان. وقال إنه لا يزال مندهشا من السرعة التي برز فيها الأكراد من التهميش، بعد انسحاب القوات السورية من بلداتهم في عام 2012، ليتحولوا إلى قوة مهمة في سوريا، فقد استطاعت قوات الحماية الشعبية هزيمة تنظيم الدولة في عين العرب/ كوباني وتل أبيض والحسكة، في الوقت الذي تراجع فيه الجيشان العراقي والسوري أمام التنظيم.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن مسلم يواجه قرارات صعبة بعد إخراج التنظيم من 380 قرية قريبة، حيث تتقدم قوات الحماية نحو آخر منطقة حدودية في يد التنظيم وهي جرابلوس.
وتبين الصحيفة أن
تركيا تخشى من التوسع الكردي، وتريد إقامة منطقة آمنة في الشمال لطرد تنظيم الدولة، ومنع قيام كيان كردي في شمال سوريا. مستدركة بأن مسلم قال إنه لا يمكن استمرار الوضع الحالي، حيث يتعرض الأكراد لهجوم من تنظيم الدولة. وقال إنه تم إجبار 300 كردي على الرحيل من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، حيث تبلغ نسبة الأكراد 30% من السكان.
ويورد الكاتب تأكيد مسلم أن قوات الحماية الشعبية تعمل من أجل حماية الأكراد فقط، مع أن السوريين يتعرضون لهجوم تنظيم الدولة. ويقول إن قوات الحماية جاهزة لتقديم الحماية لسكان شرق الفرات وحلب إن طلب منها، كما أن الأكراد يريدون فتح ممر إلى بلدة عفرين المعزولة الآن.
ويفيد التقرير بأن مسلم يرى أن إقامة منطقة حرة من تنظيم الدولة تحتاج إلى "قوات برية ودعم جوي". ولا يعرف إن كانت واشنطن ستوفر الحماية للأكراد، فهي تخشى من رد الفعل التركي، لكن الولايات المتحدة وفي غياب الشريك من المعارضة السورية، التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة لا تريد تخريب تعاونها مع الأكراد.
ويعلق مسلم على موقف تركيا من "روجوفا" وقوات الحماية الشعبية التي تراها فرعا من حزب العمال الكردستاني، قائلا "أظن أن تركيا ستجتاح (شمال سوريا)، وإن فعلت فستواجه مشكلة". ويضيف أن "الأمريكيين لم يعطوا قوات الحماية الشعبية أسلحة أو ذخائر". ولكنه أكد أنه تلقى تطمينات من الأمريكيين بعدم تأثير اتفاقهم مع الأتراك لاستخدام قاعدة "إنجيرليك" على دعمهم للأكراد، بحسب الصحيفة.
وتنقل الصحيفة عن مسلم قوله إن الحملة التي تقوم بها تركيا ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني تعود بالنفع على تنظيم الدولة، لأن فرقا من الحزب تشارك في القتال شمال العراق. وقال إنه قلق من الاتفاق الأمريكي التركي وما كشف عنه من تفاصيل.
وينوه كوكبيرن إلى أن مسلم يحاول أن يقدم تطمينات للقوى التي ترى فيه منافسا، فقد عاد من لقاء مسعود بارزاني القلق نفسه من صعود حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني في شمال سوريا. ويقول مسلم إن الحدود مع العراق تفتح وتغلق بحسب مزاج حكومة إقليم كردستان.
ويكشف التقرير عن أن مسلم شكك في التقارير التي تتحدث عن مشاركة
روسيا في القتال في سوريا، وقال إنه زار موسكو الشهر الماضي، وأكد له الروس قائلين: "قال (ميخائيل) بوغدانوف، لا نفعل هذا"، مؤكدين أنهم لن يشاركوا في القتال، في إشارة إلى المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أنه رغم إصرار مسلم على قتال تنظيم الدولة حتى النهاية، إلا أنه يرى أن حل الأزمة السورية لن يتم دون تسوية سياسية، ويقول: "في النهاية يجب أن يكون هناك حل سياسي، ولن يستطيع أي طرف إنهاء الطرف الآخر".