يتنافس معظم مرشحي
الانتخابات البرلمانية المقبلة في
مصر على توزيع لحوم الأضاحي في العيد كنوع من الدعاية والرشاوى الانتخابية مستغلين عدم قدرة الفقراء على شراء اللحوم التي ارتفع ثمنها بشدة في الفترة الأخيرة.
وشهدت أول وثاني أيام العيد ذبح معظم المرشحين، خاصة الأثرياء منهم، للأضاحي وتوزيعها على أبناء دائرتهم الانتخابية، مصحوبة بملصقات عليها اسم المرشح وصورته ورمزه الانتخابي.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر لأكياس لحوم تم توزيعها في محافظة المنوفية وعليها صورة رئيس حزب السادات الديمقراطي المرشح عفت السادات، كما قام المخرج السينمائي خالد يوسف بتوزيع اللحوم على أهالي دائرته في محافظة البحيرة، داعيا الناخبين إلى اختياره نائباً لهم في البرلمان المقبل.
وفي محافظة قنا، جنوبي البلاد، قام الصحفي مصطفى بكري المرشح على قائمة "في حب مصر"، المدعومة من النظام، بتوزيع اللحوم على الفقراء في دائرته الانتخابية بنفسه.
كما وزع حزب "المصريين الأحرار" الذي أسسه رجل الأعمال القبطي "نجيب ساويرس" أكياسا من اللحوم على الفقراء مرفق بها شعار الحزب في محافظة المنيا جنوبي مصر.
وفي ذات المحافظة، استغل أحد المرشحين ارتفاع أسعار اللحوم وقام ببيع اللحوم للمواطنين بتخفيض كبير متحديا حملة "بلاها لحمة" التي تدعو إلى مقاطعة شراء اللحوم.
وبجانب توزيع اللحوم وإقامة معارض السلع الغذائية، يقوم حزب النور السلفي بتنفيذ وسائل أخرى للدعاية الانتخابية وجذب أصوات الناخبين، من بينها توفير أدوية علاج "فيروس سي" للمرضى بالمجان، وهو الأمر الذي دفع وزارة الصحة إلى وقفه وأكدت منع أي حزب من المتاجرة بالمرضى من أجل تحقيق مكاسب سياسية.
حرام على الإخوان حلال علينا
وكانت الأحزاب والقوى السياسية في مصر قبل الانقلاب تقيم الدنيا ولا تقعدها بسبب إقامة الإخوان المسلمين معارض لبيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة للمواطنين، وتتهم الجماعة بالمتاجرة بفقر المواطنين وجهلهم وتقديم رشاوى انتخابية للناخبين للحصول على أصواتهم.
وللإفلات من أي عقوبة جراء هذه المخالفات، يدعي بعض المرشحين أنهم يقومون بتوزيع اللحوم على الفقراء كنوع من العمل الخيري بعيدا عن المنافسة الانتخابية، بينما يزعم آخرون أن أنصارهم ومؤيديهم هم من يقومون بتوزيع هذا اللحوم كنوع من المجاملة لهم، فيما يؤكد فريق ثالث أن منافسهم في الانتخابات هم من يقومون بهذا الفعل للإضرار بهم إقصائهم من السباق الانتخابي.
وفي تصريحات لقناة "سي بي سي" برر محمود العلايلي عضو المكتب السياسي لحزب "المصريين الأحرار" توزيعه اللحوم على الناخبين بأنه يأتي في إطار الأنشطة والخدمات الاجتماعية التي يقدمها الحزب ويتفاعل بها مع المواطنين، مؤكدا أن هذا التصرف بعيد تماما عن الرشاوى الانتخابية التي يقدمها بعض المرشحون لأبناء دائرتهم لشراء أصواتهم.
كما برر وضع شعار حزب المصريين الأحرار على اللحوم بأنه مقصود حتى لا تستغل جهة أخرى اسم الحزب وتقوم بتوزيع أغذية فاسدة على المواطنين.
وكباقي الأحزاب، يدعي حزب النور أنه يشعر بمعاناة المواطنين ويسعى للمساهمة في تخفيف الأعباء عنهم في إطار مسئوليته الاجتماعية.
وقال شعبان عبد العليم، عضو المجلس الرئاسي لحزب النور، في تصريحات صحفية، إن هذه الخدمات لا تقترن بموسم الانتخابات فقط بل إنه يقيم معارض لمستلزمات شهر رمضان تزامنا مع الشهر الكريم، ومعارض لبيع اللحوم بأسعار مخفضة تزامناً مع عيد الأضحى ومعارض للأدوات المدرسية مع بداية الدراسة، كما يقيم قوافل طبية لعلاج المرضى بالمناطق النائية وحملات بيطرية لعلاج ماشية الفلاحين.
قرارات لا تنفذ
من جهتها، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات توقيع عقوبات على أي مرشح يبدأ في الدعاية الانتخابية قبل الموعد الرسمي الذي حددته في شهر أكتوبر المقبل، وكذلك أي مرشح يقدم رشاوى انتخابية بغرض شراء الأصوات.
وأعلنت الحكومة والمجالس المحلية في المحافظات المختلفة رفع أي دعاية انتخابية للمرشحين لمخالفتها قرارات اللجنة العيا، مع تغريم صاحبها مبالغ مالية كبيرة، لكن كل هذه القرارات ظلت حبرا على روق حيث امتلأت الشوارع بلافتات الدعاية للمرشحين.
وقالت لجنة مراقبة الدعاية الانتخابية التابعة للجنة العليا للانتخابات إنها رصدت الكثير من المخالفات من أبرزها بدء الدعاية قبل موعدها واستغلال اللحوم في الدعاية الانتخابية، مؤكدة أنها ستحقق في الشكاوى التي تردها ضد أي مرشح يخالف قواعد الدعاية.