نشرت صحيفة
لوموند الفرنسية تقريرا عن ولادة
طفلة سورية وهي مصابة بشظية كانت قد اخترقت بطن والدتها وهي
حامل في الشهر التاسع، بسبب
قصف النظام السوري لأحياء مدينة حلب.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الغارة الجوية التي نفذها طيران بشار الأسد، يوم 18 أيلول/ سبتمبر، تسببت في تدمير عدة منازل في منطقة سكنية بمدينة حلب السورية، وكانت أميرة من بين الضحايا الذين تم نقلهم إلى المستشفى الميداني، مع أطفالها الثلاثة الذين تعرضوا هم أيضا لإصابات مختلفة، فيما أصيبت هي بشظايا في الوجه والجسم.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم المستشفى قوله: "جاءت أميرة إلينا وهي في حالة حرجة، فقد كانت أجزاء عديدة من جسمها تنزف، بما فيها البطن".
وقالت الصحيفة إن أميرة كانت في شهرها التاسع، ما دفع الأطباء إلى المسارعة بإجراء عملية قيصرية طارئة، وخلال عملية الكشف عن الجنين لاحظوا وجود جرح فوق عينه اليسرى.
ونقلت عن الطبيب الذي أجرى العملية: "إن الإصابة سببها قطعة من شظايا انفجار قذيفة، ولكن الحمد لله فالجنين صحته على ما يرام، على الرغم من أن الشظايا التي أصابت أميرة تمكنت من اختراق بطنها ورحمها لتصل إلى هذا الجنين قبل ولادته".
كما نقلت عن الطبيب الذي كان يتابع حالة أميرة قوله: "نحن لا نعرف ما إذا كانت الطفلة هي من أنقذت الأم من الشظايا أم أن الأم هي التي أنقذت طفلتها، لكننا نعلم جميعا أن نظام بشار الأسد الدموي حاول قتلهما معا".
ونقلت الصحيفة رأي الدكتور محمد الطباع، الذي اعتبر أن "مأساة هذه الطفلة تجسد الحالة البائسة التي وصلت إليها سوريا مع استمرار عمليات القصف اليومي".
فيما علقت وسائل إعلام غربية على الحدث بالقول: "إن مأساة هذه الطفلة، التي أطلق عليها اسم "أمل"، تفسر دوافع الهجرة الجماعية للسوريين في اتجاه أوروبا".
وذكرت الصحيفة أن بعض المراكز الطبية في سوريا قامت بتركيز غرف لها تحت الأرض، لتستطيع تقديم خدماتها للمصابين والمرضى في ظروف آمنة، بعد أن أصبحت هذه المراكز الطبية مستهدفة من قبل طيران النظام السوري.
وحسب الصحيفة، قال الدكتور الطباع: "نحن نعلم أن مثل هذه المأساة تحدث يوميا في عدة مناطق من سوريا، ولكن على الأقل يمكننا محاولة التقليل من الأذى الذي يلحقه النظام بالمدنيين".
وفي الختام أشارت الصحيفة إلى أن مدينة حلب كانت في الماضي، المدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان في سوريا، وإحدى المدن الأكثر حيوية، ولكن سكانها أصبحوا يعيشون اليوم وسط الأنقاض والغبار.