ألقى الرئيس الأمريكي باراك
أوباما خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي أكد فيه إنجازاته الدبلوماسية، أو عقيدته في السياسة الخارجية، التي تمثلت في كوبا وإيران.
وشدد أوباما في كلمته أمام أعمال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على أن "
الأسد والمتحالفين معه لا يمكن أن يأتوا بالسلام لشعب، تم اضطهاده وقصفه بالأسلحة والقنابل والبراميل المتفجرة".
وأردف قائلا: "إننا مستعدون للعمل مع
إيران وروسيا لتسوية النزاع في
سوريا، ولكن لا يمكن بعد سفك هذه الدماء كلها، أن نعود إلى الوضع السابق لاندلاع الحرب في سوريا، وعندما يقتل الأسد عشرات الآلاف من أبناء شعبه، لا يمكن لنا أن نعد ذلك شأنا داخليا".
وأوضح أوباما أن "الطاغية بشار الأسد لا يمكن أن يكون جزءا من مستقبل سوريا". وحمل الأسد مسؤولية العنف، الذي أدى إلى قتل المدنيين وتدمير البلاد، ودعا إلى نقل السلطة من النظام الحالي إلى حكومة جديدة.
وقال أوباما إن الأزمة السورية بدأت بتظاهرات سلمية، وتطورت إلى عنف بسبب زيادة مستوى القمع الذي مارسه نظام الأسد. وركز أوباما على أهمية الديمقراطية باعتبارها مؤسسة عالمية تؤكد القيم العالمية، حيث قال إن الناس العاديين جيدون، وأشار إلى أهمية العائلة والدين والكرامة والاجتهاد. مؤكدا أن التعاون ليس علامة ضعف، ولكنه علامة قوة، وقال إن التعاون "أصبح ضرورة في هذا العالم المتداخل".
وأضاف الرئيس الأمريكي أن الأنظمة التي تقمع شعوبها هي التي تخاف منهم، وستنهار سريعا. وانتقد الأنظمة التي تقوم بتعديل الدساتير من أجل البقاء في الحكم، قائلا: "لن يعيش أحد منا للأبد".
ورأى أوباما أن التزام المجتمع الدولي لم يمتحن أكثر مما امتحن في سوريا. وقال: "عندما يقوم ديكتاتور بذبح عشرات الآلاف من شعبه، فهذا أمر لا يعني أمة واحدة".
واستبعد أوباما في خطابه العودة إلى الوضع القائم في سوريا، وقال: "يجب أن تكون هناك عملية نقل مرتبة للسلطة من الأسد إلى قيادة جديدة. وهو ما سيسمح للشعب السوري بإعادة بناء نفسه. وجزء من الجهود هي مواجهة أيديولوجية (داعش) السامة".
وأكد أوباما أهمية التعاون معا، حيث قال: "وفي هذه الجهود فستعمل الولايات المتحدة المطلوب منها، وهي تعي الماضي، كما حدث في ليبيا والعراق". لافتا إلى أن البيت الأبيض سيعمل على المساعدة في إنشاء حكومة شرعية في ليبيا، ولكنه يعترف بأهمية تعاون المجتمع الدولي لتعزيز قدراتها "قبل أن تنهار الدولة".
وفي سياق آخر قال أوباما إن "إيران تواصل أداء دور نشر وكلاء عنها من أجل ملاحقة مصالحها التي تشعل العنف الطائفي في الشرق الأوسط، وهو ما يعزل البلاد. فالهتاف بشعار (الموت لأمريكا) لن يخلق وظائف أو يحمي إيران"، وقال إن هذا "يؤثر علينا"، ولن يتم تحقيق أي شيء من خلال "التعايش مع تنظيم قيامي، مثل (داعش)".
وشدد الرئيس الأمريكي على ضرورة مواجهة تنظيم الدولة، الذي يقوم بقتل وذبح الرهائن، واستعباد السكان واسترقاق النساء. وقال إن أمريكا لديها العزيمة لمواجهة التنظيم، وإنها، كما أثبتت التجارب، قادرة على الانتصار.
وتحدث أوباما في خطابه، الذي تابعه مراسل "
عربي21"، عن التنوع واستقبال المهاجرين، ووجد أنه يثري الثقافة، مشيرا إلى مدينة نيويورك التي تعيش فيها الأجناس والأعراق كلها دون خوف أو تفريق، حيث يتعبد الناس في معابدهم وكنائسهم ومساجدهم.
وبين أوباما أن الولايات المتحدة ستزيد من جهودها لتساعد اللاجئين السوريين، مشيرا إلى أن الديمقراطية الأمريكية هي التي وفرت هذا التنوع، مع أنها ليست كاملة وأحيانا قد تتسم بالعجز. وأشار الى روح التعاون واستقبال اللاجئين. حيث أشار إلى لاجئ سوري استقبل في هامبورغ، وقال: "نشعر أن هناك بعض الناس يحبون الآخرين"، وهذا اللاجئ هو واحد من السوريين الذين عبروا الصحراء والمياه القاسية لإنقاذ أبنائهم. وذكّر أوباما بمن أنزل الراية الأمريكية عن السفارة في هافانا في عام 1962، "العام الذي ولدت فيه، ثم عادوا ليرفعوها من جديد في آب/ أغسطس".
وأكد الرئيس الأمريكي أهمية المبادئ التي قامت عليها
الأمم المتحدة، وهي عالمية، وشكلت تجربة الأمم المتحدة وفهمتها قبل 70 عاما. ودعا أوباما للتصدي لمشكلات المناخ والبيئة، وقال: "وبالطريقة ذاتها التي طورنا فيها أجهزة الحاسوب، فإننا نستطيع تقديم طاقة نظيفة".
وقال أوباما إن كوارث مثل سوريا لا تحدث في الديمقراطيات، فالقيم العالمية معروفة، ويجب ألا يسمح بانتهاك حقوق المرأة دون حصانة من العقاب، أو منع طفلة من الذهاب إلى المدرسة.