تشرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" تقريرا لمراسلها تايلور لوك، قال فيه إن
تنظيم الدولة يحاول كسب تأييد في
اليمن، من خلال هجماته الطائفية القاتلة ضد الحوثيين، ولكنه يواجه عدة عقبات تمنعه من تكرار نجاحه في العراق وسوريا.
ويشير التقرير إلى أنه بعد القيام بعدة تفجيرات، فقد سجل التنظيم أشد هجوم الخميس؛ حيث قام انتحاري بمهاجمة مسجد شيعي في العاصمة صنعاء خلال صلاة العيد، التي تكون الأكثر اكتظاظا من بين الصلوات.
ويبين الكاتب أن الهجوم تسبب بمقتل 30 شخصا، ولم يكن أكبر هجوم للتنظيم في اليمن. حيث قتلت سلسلة من التفجيرات في أنحاء البلاد يوم 20 آذار/ مارس، التي استهدفت الحوثيين، أكثر من 130 شخصا. كما غطت على الهجوم غارة جوية خاطئة على عرس في تعز، راح ضحيتها 131 شخصا، وكانت الأسوأ منذ بداية الحرب.
وتذكر الصحيفة أن تفجيرات الأسبوع الماضي كانت محاولة مباشرة لتصوير الحرب بين مليشيات الحوثي والحكومة المدعومة من السعودية على أنها حرب طائفية، وتصوير تنظيم الدولة بأنه "مدافع" عن
السنة في اليمن.
ويستدرك التقرير بأن المراقبين يقولون إن تنظيم الدولة يحاول اللعب في حقل مليء بالمنافسين، وأكبرهم تنظيم
القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وهو اتحاد بين تنظيم القاعدة في السعودية وتنظيم القاعدة في اليمن، وله نفوذ في عدة محافظات يمنية، ويملك علاقات ممتازة مع عدة قبائل رئيسية.
وينقل لوك عن فارع المسلمي من معهد كارينغي لدراسات الشرق الأوسط في بيروت، قوله: "استثمر تنظيم القاعدة في اليمن أكثر من تنظيم الدولة، وحاول تشكليل حكومة محلية فاعلة، بينما يقوم تنظيم الدولة بفرض الأمور من خلال العنف".
وتلفت الصحيفة إلى أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قد توسع بشكل سريع، منذ أن أطلقت السعودية الغارات الجوية في أواخر آذار/ مارس الماضي، وسيطر على المدينة الساحلة المكلا في نيسان/ أبريل الماضي، ويعمل مع القبائل المحلية للسيطرة على إقليم حضرموت وسط البلاد، الذي يشكل حوالي ثلث مساحة اليمن.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن هناك أيضا سلفيي اليمن والمشتبكين مع الحوثيين في معركة دامت أربع سنوات، منذ أن طردتهم مليشيا الحوثي من معقلهم في مدينة دماج. مشيرا إلى أن المقاتلين السلفيين، الذين يصل عددهم إلى 5 آلاف، يرفضون فكر تنظيم القاعدة، ولكن في الأشهر القليلة الماضية أبدوا استعدادا للقتال بجانب تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة لاستعادة دماج.
وينوه الكاتب إلى أن أنصار جمعية الإصلاح، وهو ائتلاف يقوده الإخوان المسلمون في اليمن، يحاربون الحوثيين في معقلهم في تعز، ويعد فكر هؤلاء السياسي، الذي يمثل التيار الإسلامي الرئيس، الأشد خطورة فكرية على تنظيم الدولة.
وتورد الصحيفة أنه بحسب المحلل السياسي والناشط هشام العميسي في صنعاء فإن اليمن "ستكون أصعب من سوريا أو العراق، فتنظيم الدولة بالكاد يعيش، فداخل المجتمع اليمني لا أعتقد أنهم يستطيعون الحصول على قوة حركة".
ويتطرق التقرير إلى أن هناك أيضا مسألة المقاتلين الأجانب، فعلى عكس سوريا والعراق، حيث استطاع التنظيم جذب آلاف المقاتلين الأجانب، من خلال حدود سهلة الاختراق، يقول الناشطون إن تنظيم الدولة لم يستطيع تجميع أكثر من 200 في اليمن، التي تحدها السعودية وعمان.
ويستدرك لوك بأنه بالرغم من تمكن تنظيم الدولة من استخدام الانتحاريين، فإن العدد الحقيقي لمقاتلي التنظيم في اليمن ليس معروفا. ويقول الناشطون في عدن وصنعاء إن لدى التنظيم خلايا نائمة قد يصل عدد أفرادها إلى ما بين 100 و 200 مقاتل بالقرب من المدينتين، ولكن وبعد ما يقارب سنة، فإن التنظيم لا يزال لم يستطع السيطرة على أي قرية أو منطقة في اليمن.
وتختم "كريستيان ساينس مونيتور" تقريرها بالإشارة إلى أن العميل السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، ومدير المشاريع الخاصة في مجموعة صوفان، وهي شركة أمنية في نيويورك، باتريك سكنر يقول: "إنهم يحاولون إثبات وجود في صنعاء لكسب جمهور، ولكن ليست لديهم الأرقام للسيطرة، قد يستطيعون السيطرة على مساحة صغيرة نائية، ولكن هذا هو مداهم".