نشرت صحيفة "لوتون" السويسرية تقريرا حول احتدام التوتر بين القطبين
الشيعي والسني في الشرق الأوسط، في ظل التصريحات النارية التي يطلقها مرشد الثورة
الإيرانية ضد المملكة
السعودية، بسبب حادثة التدافع في منى والصراعات العسكرية الدائرة في المنطقة.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إن تصريحات علي
الخامنئي زادت من التوتر بين إيران والسعودية، بعد أن تضمنت تهديدات واضحة للمملكة السعودية وحلفائها، حيث قال مرشد الثورة الإيرانية: "إنهم يسعون إلى تفتيت دول المنطقة، لإنشاء دول صغيرة مطيعة، لكن بعون الله لن نسمح بهذا".
ونقلت الصحيفة عن تيري كيلنر، الأستاذ المحاضر بجامعة ليبر في بروكسل، قوله: "أولئك الذين كانوا يتوقعون حدوث تغيير في السياسة الخارجية الإيرانية بعد الاتفاق النووي، تبين أنهم كانوا واهمين، فعلى العكس تماما، ها هي إيران تهدد المملكة العربية السعودية".
وأضافت الصحيفة: "على الرغم من أن إيران في حالة حداد على ضحاياها الذين سقطوا في حادثة التدافع بمنى، والتي راح ضحيتها ما يقرب من 465 إيرانيا، فإن هذه الجمهورية لم تترك الفرصة تمر دون التنديد بما اعتبرته إهمال المملكة السعودية لموسم الحج".
ونقلت الصحيفة عن الخامنئي قوله: "إن إيران ما زالت تحتفظ بشيء من الصبر، والآداب الإسلامية، ولكن عليهم، أي السعوديين، أن يعرفوا أن إيران قادرة على أن ترد الفعل"، وهو ما اعتبرته الصحيفة خطابا يحمل تهديدات واضحة للسعودية بالانتقام.
وذكرت "لوتون" أن السعودية قد احتجزت هذا الأسبوع سفينة إيرانية محملة بالأسلحة كانت متجهة إلى الحوثيين في اليمن، كما أن البحرين أيضا كشفت عن وجود مخبأ أسلحة كبير تابع لإيران على أراضيها، في وقت تخوض فيه إيران والسعودية حروبا بالوكالة، كالتي في اليمن وسوريا والعراق، ما اعتبرته الصحيفة سابقة خطيرة في العلاقة بين البلدين.
واعتبرت الصحيفة أن الخطاب الثاني لمرشد الثورة الإيرانية، علي الخامنئي، أمام كبار الضباط والقيادات في الجيش الإيراني، يتنزل في هذا السياق، حيث قال فيه: "إن حدود إيران مهددة، ويجب علينا التعجيل بتحريك قواتنا، وتعزيز درجة جهوزيتنا، حتى لا يفكر أعداؤنا في مهاجمتنا".
وقالت الصحيفة إن مصادر لبنانية أكّدت أن إيران أرسلت إلى سوريا عددا من القوات الإضافية، يتمثّل دورها في توفير غطاء بري للهجمات الجوية الروسية، وأضافت أن الوجود الإيراني في سوريا واضح، من خلال المستشارين العسكريين، وأيضا من خلال المقاتلين الشيعة القادمين من العراق وأفغانستان.
وفي الختام قالت الصحيفة، إن البرلمان الإيراني في الأحد المقبل سيشهد اتخاذ قرار بشأن اعتماد الاتفاق النووي مع الدول الكبرى، وقد كانت المناقشات في اللجنة البرلمانية، المسؤولة عن الاتفاق النووي، ساخنة جدا"؛ خاصة بعد تصريحات الخامنئي التي قال فيها: "عدونا يسعى لاستسلامنا، وحتى ولو استسلمنا فإن عدوانه علينا لن يتوقف".