نشرت صحيفة "سلايت" الفرنسية، تقريرا حول الثقافة الاستهلاكية التي تجتاح العالم اليوم، وتستهدف الصغار والشباب، ضاربة بعرض الحائط القيم
الأخلاقية والتربوية كافة، التي تدأب العائلة والمدرسة على ترسيخها في عقول أبنائها.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن العودة المدرسية الحالية في فرنسا شهدت أحد أهم القرارات التي تم اتخاذها، بعد مشاورات واسعة النطاق من وزيرة التعليم الفرنسي "نجاة فالو بلقاسم"؛ حيث أصدرت الوزارة برنامجا جديدا لـ"التربية الأخلاقية والمدنية"، التي تهدف من خلاله إلى إرساء القيم الأساسية في المجتمع المعاصر؛ مثل "الكرامة الإنسانية، والحرية، والمساواة، والإخاء، والتضامن، ورفض التمييز، والاحترام".
وأشارت إلى أن العديد من البرامج الحوارية التلفزيونية فتحت نقاشا حول هذا القرار، مؤكدة أن "المبادئ العظيمة التي تهيكل هذا البرنامج متوازنة وصعبة الانتقاد، باعتبار أن محرري هذا البرنامج كانوا على وعي بالحاجة لتمرير هذا النوع من التعليم، من خلال الممارسات التعليمية المناسبة".
وأضافت أن هذه الخطوة ترسخ مبدأ تعلم رباعي الأبعاد، يأخذ بعين الاعتبار الأحاسيس والعواطف، والقوانين والقواعد، والبعد المعرفي، الذي يهدف إلى تطوير القدرة الحجاجية، بالإضافة إلى قيم الالتزام.
وبحسب الصحيفة؛ فإن أهم مفهومين في البرنامج هما "الاستقلالية" و"التعاطف"، اللذان يعدان من أهم قواعد تنظيم العلاقات الشخصية، "غير أن هذه المفاهيم تتعارض مع شعارات دعائية منتشرة في كل مكان، مثل شعار (الفائز يأخذ كل شيء) و(من الطبيعي فرض القواعد الخاصة بك)، حيث رأت الصحيفة أن هذه الشعارات تؤدي إلى خلق حالة من الفوضى تكون نهايتها نصرا ساحقا، دون ترك أي مجال للتواصل والحوار، ولفرض قواعد خاصة تتعارض مع المسؤولية".
وأكدت الصحيفة أن السلطات تخلصت من المعلقات الدعائية الحاملة لهذه الشعارات، ونزعتها من على جدران محطة قطارات الشمال، وذلك إثر توجيه مجموعة من وسائل الإعلام ومن الجمعيات؛ رسالة لرئيس شركة السكك الحديدية، يستهجنون فيها معاداة الشعارات المرفوعة لقيم العيش الجماعي.
وأشارت إلى أن حملة شركة "
أديداس" لا تزال متواصلة في عدد من محطات المترو والقطار، مع تواصل نشر شعارات تشجع على الأخلاق "الافتراسية" مثل "كن سيد اللعبة"، و"اخلق حالة من الفوضى"، و"افرض القواعد الخاصة بك".
وأفادت الصحيفة بأن رسالة
المدارس، التي من شأنها أن تشجع على نشر "ثقافة أخلاقية ومدنية"، تم تهميشها وإضعافها من خلال مثل هذه الحملات الإعلانية الضخمة، التي لا تهدف إلى تعليمهم الرياضة، وإنما تشجعهم على نشر العنف، وتعدهم بإمكانية الإفلات من العقاب.
وأضافت أنها ليست المرة الأولى التي تنظم فيها شركة "أديداس"، ثاني أكبر مزود للملابس الرياضية في العالم، مثل هذه الحملات العدائية؛ حيث إنها قامت بتنظيم حملة تحت شعار "سيكون هناك حاقدون"، مستخدمة بذلك حجة الغيرة الشديدة والكراهية سببا لشراء ملابس "أديداس".
وأكدت الصحيفة أن شركة "
نايكي" أيضا، قامت بتنظيم حملة مبنية على العدوان والافتخار بالرجولة، تحت عنوان "فقط افعل ذلك".
وأوضحت "سلايت" أن اختيار اللاعبين المؤدين لهذه الحملات له تبعات كبيرة أيضا، باعتبار أن اللاعبين المشاركين في الحملة الحالية هما ليونيل
ميسي، ولويس
سواريز، المشهوران عالميا، خاصة أن لويس سواريز لاعب مثير للجدل بشكل خاص، ومعروف عنه عض خصومه عدة مرات على أرض الملعب، ما أكسبه في عام 2010 لقب "أكلة لحوم البشر من أياكس"؛ كما أنه تم إيقافه عن اللعب لمدة تسعة أشهر؛ لتفوهه بإهانات عنصرية.