حذرت قيادات فلسطينية، من خطورة استمرار إغلاق الاحتلال للبلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، والذي يساهم بشكل كبير في عزل القدس المحتلة عن محيطها.
وأعلنت قوات الاحتلال، الأحد الماضي، منع الفلسطينيين من الدخول إلى
البلدة القديمة بالقدس المحتلة، بعد مقتل إسرائيليين اثنين في عملية طعن وإطلاق نار نفذها الشهيد مهند الحلبي وسط مدينة القدس، التي تشهد توترا كبيرا منذ أيام.
عمليات الطعن الأخيرة
وحذر مسؤول ملف القدس في المجلس التشريعي الفلسطيني، النائب أحمد أبو حلبية، من تداعيات وخطورة قرار الاحتلال بإغلاق البلدة القديمة في
مدينة القدس المحتلة لليوم الثالث على التوالي، مؤكدا أنها "خطوة إجرائية في مسلسل تهويد البلدة القديمة وإفراع الوجود الفلسطيني منها".
وقال لـ"
عربي21" إن "الاحتلال يخشى اندلاع تظاهرات ومواجهات بين قوات الشرطة التابعة له، وبين الفلسطينيين الغاضبين بعد عمليات الطعن الأخيرة"، مشيرا إلى أن الاحتلال "يتخذ من إغلاق البلدة القديمة مبررا لمنع تلك المواجهات، وتأمين المغتصبين المستوطنين في البلدة القديمة ومحيط
المسجد الأقصى".
وأضاف أبو حلبية، الذي يرأس مؤسسة القدس الدولية بفلسطين، أن قرار الاحتلال "يعزز المخطط الاستيطاني لعزل القدس والمسجد الأقصى بشكل كامل عن الفلسطينيين في الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948، ومنع دخول أي منهم إليها سوى سكانها الأصليين".
وبين أن الخطوة جاءت "استكمالا لعمليات التنكيل، ومنع للمرابطين والمرابطات من الدخول إلى المسجد الأقصى، وإغلاق أبوابه الرئيسة في وجه زائريه إلا من المغتصبين الصهاينة"، داعيا العرب والمسلمين في كل مكان إلى "الانتفاض من أجل المسجد الأقصى الذي هو جزء لا يتجزأ من التاريخ والتراث العربي والدين الإسلامي".
وانتقد النائب ما أسماها "حالة الهوان العربي" في ظل تنامي اعتداءات الاحتلال والمغتصبين الصهاينة تجاه الأقصى"، متسائلا: "ماذا ينتظر العرب والمسلمون؟ أن يُهدم الأقصى لينتفضوا من أجله؟".
ممارسات الاحتلال العدوانية
بدوره، وصف مسؤول دائرة القدس، القيادي في الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، سليمان اغبارية، قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، بـ"التعسفي"، مؤكدا أنه سيؤدي إلى "زيادة التوتر بشكل كبير جدا" في مدينة القدس المحتلة.
وتوقع في تصريح خاص لـ"
عربي21" أن يساهم قرار الاحتلال في "تدحرج الوضع داخل المدينة للأسوأ"؛ وذلك من خلال إقدام بعض الفلسطينيين على شن عمليات جديدة ضد قوات الاحتلال والمستوطنين، محذرا من أن درجة الاحتقان لدى المقدسيين بلغت ذروتها، نتيجة ممارسات الاحتلال العدوانية في البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وهو ما يدركه السياسيون الإسرائيليون.
وقال إن "على سلطات الاحتلال أن تبادر برفع يدها عن المسجد الأقصى المبارك، وبفتح جميع أبوابه، ورفع الحصار عن المدينة القديمة، والسماح لجميع الأعمار بدخول الأقصى".
وطالب اغبارية دائرة الأوقاف الأردنية التي تدير شؤون المسجد الأقصى، بـ"الأخذ بزمام المبادرة، وفرض السيادة الكاملة على المسجد الأقصى"، معبرا عن رفضه أن تكون سيادة الأوقاف الأردنية على الأقصى "منقوصة".
وناشد الحكومة الأردنية "بأخذ موقف حازم" حيال ما يجري في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى، مبينا أن لدى الحكومة الأردنية "العديد من الأسلحة والأوراق" التي يمكن أن تستخدمها من أجل "لجم" الاحتلال الإسرائيلي.
وطالب اغبارية الأردن بـ"قطع العلاقات مع الاحتلال، وسحب سفيرها لدى الاحتلال، وطرد السفير الإسرائيلي من عمان"، مؤكدا أن "هذا القرار سيؤدي إلى تغيير الوضع الحالي في مدينة القدس بشكل مباشر"، على حد قوله.