ناقش
معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أثر التدخل العسكري الروسي في
سوريا على علاقته مع
إيران، معتبرا أنها مفيدة لإيران، لكنها تسبب لها ضررا كذلك.
وقال الدبلوماسي الفرنسي أوليفييه ديكوتينيي في ورقة تحليل سياسي للمعهد، إنه "لم يكن من المفاجئ أن تشيد إيران باستعراض القوة الذي قام به فلاديمير بوتين في سوريا"، مشيرا إلى إشادة المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بوصفه "خطوة إلى الأمام في مجال مكافحة الإرهاب وحل الأزمة المستمرة في المنطقة". فيما "بلغ الحد بالسياسي المحنك والرئيس السابق لـلحرس الثوري الإيراني محسن رضائي، إلى القول بأن ضلوع موسكو يمكن أن يشمل المسرح العراقي أيضا"، بحسب ديكتوييني.
واعتبر ديكوتينيي أن إيران تنظر للتدخل الروسي على أنه "شكل من أشكال تقاسم الأعباء"، في وقت يعاني به نظام الأسد من النكسات العسكرية.
وأشار الدبلوماسي الفرنسي إلى أن زيارات المسؤولين الإيرانيين الأخيرة لموسكو، ومن بينهم قائد فيلق القدس قاسم سليماني ومساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، تشير إلى درجة من التنسيق، في حين أعلن مسؤولون عسكريون عراقيون إنشاء خلية للتنسيق في بغداد للاتصال مع الكرملين ودمشق وطهران حول الشؤون الأمنية.
وأوضح الكاتب أن القوات الروسية تعمل على دعم قوات الأسد على الأرض، لكنها "قد تدعم أيضا "حزب الله"، الذي يشكل مصدر قلق، يُرجح أنه قد أُثير من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو. وهناك الآن حديث عن تشكيل ائتلاف ثان يختلف عن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، الذي شُكل قبل عام لدحر تنظيم الدولة.
واستبعد ديكوتينيي أن تشارك إيران بقوات جوية، كما هو الحال مع
روسيا، إذ إنها تمتلك عددا قليلا جدا من الطائرات القديمة من زمن الشاه، مشيرا إلى أن الموقف العسكري الإيراني يتمثل بحالة من حرب دفاعية وغير متناظرة؛ إذ نشرت طهران في الغالب قوات غير قتالية في سوريا -كمستشارين ومدربين ومرشدين، انخرطوا على جميع مستويات آلة حرب الأسد- في حين أن عناصر "حزب الله" والمليشيات الأخرى التي تدعمها إيران هم الذين شاركوا في معظم العمليات القتالية.
دبلوماسيا، فإن روسيا في أفضل أوضاعها للاستفادة من الدور العسكري، كما تبين من اجتماع الرئيس الروسي بوتين المطول مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في حين لا زالت إيران بموقف المتحدي لواشنطن، متورطة في مواجهة إقليمية مع المملكة العربية السعودية، مقابل استعداد روسيا للانخراط مع دول غربية وإقليمية حول الأوضاع في سوريا، "وإن كان ذلك دون جدوى حتى الآن"، بحسب الدبلوماسي.
ومن ناحية أخرى، قضى العديد من الضباط البعثيين العلمانيين -الذين يشكلون العمود الفقري للنظام السوري- الكثير من تدريباتهم المبكرة في الاتحاد السوفياتي، وكثيرا ما تزوجوا من نساء روسيات، لذلك فإنهم قد يفضلون مؤيديهم الروس على مناصريهم المرهقين من الجمهورية الإسلامية.
وبالتالي، فمع كل الثناء والارتياح الذي ولّده التدخل في طهران، فإن وجود روسيا في سوريا (وعلى نحو أقل في العراق) يشكل تحديا لنفوذ إيران سواء حول سير الحرب أو بشأن التوصل إلى تسوية نهائية عندما قد تختلف المصالح الروسية والإيرانية.