يعاني أشخاص كثيرون في دول عربية من نقص في فيتامين "د"، على الرغم من أنهم يعيشون في "بلاد الشمس"، حيث تعد الشمس المصدر الأساسي لهذا الفيتامين، ويجري السؤال حول الأعراض التي تشير إلى أن الشخص يعاني من نقص في هذا الفيتامين.
وعن هذه الأعراض أوضح أطباء أنها تشمل "التعب وضعف العضلات، وأحيانا جفاف البشرة، وحصول تشنجات في الجسم".
وتعكس هذه الأعراض عمل هذا الفيتامين، ويستدعي الأمر التأكد من وجود نقص أم لا، من خلال اللجوء إلى التحاليل البيولوجية.
يشار إلى أن هناك تطورا كبيرا منذ اكتشاف الاستخدامات العديدة لفيتامين "د"، الذي يعدّ أشبه بهرمون منه إلى فيتامين؛ حيث إن معظم الأنسجة لها مستقبلات لهذا الفيتامين، وأيضا لأنه يعمل على الخلايا وعلى الغدد الصماء الأخرى، بما في ذلك الغدة الدرقية والغدة جار الدرقية والبنكرياس والغدة النخامية.
ومن المتوقع أن يحصل النقص في فيتامين "د"، بسبب التحذيرات التي يطلقها أطباء الجلد التي تقضي بضرورة تطبيق المستحضرات الواقية من الشمس حين الخروج في الهواء الطلق، خصوصا في فصل الصيف، ما جعلهم لا يجرؤون على الخروج إلى الشمس دون فعل ذلك، مع استعمال المستحضرات التي تحجب الأشعة تماما، حتى في الساعة الأولى من النهار.
كما أن عدم تناول الأغذية الصحيحة يساهم في نقص الفيتامين في الجسم، مثل الفطر، أسماك السلمون المدخنة والمشوية، والتونا الحمراء الطازجة والتونا المعلبة، والسردين المعلب، وكبد العجل، صفار البيض النيئ، والأصناف الغذائية المدعمة بالفيتامين "د" مثل رقائق الفطور والحليب ومشتقاته.
وتعتقد الأمهات على نطاق واسع بضرر تعرض أطفالهن لأشعة الشمس، لكن أخصائي
العظام الأردني، الدكتور طارق التميمي، يرى عكس ذلك، حيث قال لـ"
عربي21" إن "عدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة يؤدي إلى نقص فيتامين (د) الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم في الدم، وترسيبه في العظام"، ويضيف أن "النقص في فيتامين (الشمس المشرقة) قد يعمل على إصابة الأطفال بترقق العظام (الكساح)، ويسبب للبالغين آلاما شديدة وأوجاعا مزمنة في العظام".
وتتميز المنطقة العربية بالجو المشمس، ولكن التميمي يرى أن "العادات الاجتماعية تحول دون التعرض لأشعة الشمس، فلباس النساء الشرعي، وعدم حرصهن على التعرض للشمس، وعادات مثل وضع واقي الشمس، وتضبيب زجاج السيارات والبيوت، وعدم تعريض البيوت للشمس يوميا، وطبيعة العمل النهاري، يحول دون وصول فيتامين (د) إلى الجسم".
و بحسب منظمة الصحة العالمية يعد مرض هشاشة العظام، أحد الأمراض العشرة الأكثر انتشارا على مستوى العالم، إذ يعاني منه نحو 250 مليون شخص.