شهدت المدن الكردية في إقليم "كردستان العراق"، عدة مظاهرات احتجاجات على أزمة الرئاسة التي لم تنته، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها الإقليم الذي شهد هدوءا خلال السنوات الماضية.
وأفاد متظاهرون في منطقة شارزور شرق مدينة السليمانية، الأحد، بأنه تم إنزال الأعلام الحزبية من على مباني مقرات خمسة أحزاب كردستانية، فيما أكدوا أن قرار إنزال الأعلام جاء لاستياء المتظاهرين من موقف تلك الأحزاب تجاه عدم الاستجابة لمطالبهم.
وقال أحد المواطنين من أهالي المنطقة، بحسب ما نقلت "السومرية نيوز"، إن "العشرات من المتظاهرين توجهوا اليوم، لمقرات الأحزاب الكردية في منطقة شارزور، وقاموا بإنزال الأعلام من فوق تلك المباني".
وأكد مسؤل فرع الحزب الديمقراطي في شارزور، هو جلال نريمان، الأحد، بحسب ما نقل موقع "رووداو" الكردي، قيام المتظاهرين بحرق مبنى الحزب الديمقراطي في حلبجة الجديدة.
ورغم تسليم الحزب الديمقراطي الكردستاني لمقارهم إلى القوات الأمنية، فإن المتظاهرين قاموا بحرقها الأحد.
وقتل ثلاثة أشخاص في اليوم الثالت لاضطرابات عنيفة في إقليم كردستان العراقي السبت، عندما هاجم وأحرق محتجون مكاتب للحزب الديمقراطي الكردستاني في محافظة السليمانية.
واستهدف المحتجون مكاتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في عدة بلدات ومدن في أنحاء السليمانية، في أخطر اضطرابات أهلية تشهدها المنطقة الهادئة نسبيا منذ عدة سنوات.
وبدأت مظاهرات الاحتجاج في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، تعبيرا عن السخط الشعبي المتزايد في الإقليم الذي يعاني أزمة اقتصادية حادة يلقي كثيرون اللوم فيها على حكومة الإقليم التي يشارك فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني وأحزاب أخرى.
ونزل المدرسون وغيرهم من موظفي القطاع العام إلى الشوارع وأضربوا عن العمل مطالبين حكومة كردستان بدفع رواتبهم التي تأخر صرفها ثلاثة أشهر.
واتخذ غضب المحتجين منحى حزبيا يوم الجمعة عندما هاجم محتجون يلقون بالحجارة مكتبا للحزب الديمقراطي الكردستاني في مدينة قلعة دزة.
وكانت التظاهرات بداية ضد عدم دفع رواتب الموظفين التي توقفت منذ ثلاثة أشهر، وإجراء إصلاحات ومحاسبة الفاسدين.
من جهة أخرى، دعا رئيس البرلمان العراقي "سليم الجبوري"، الأحد، جميع الأطراف الكردية في بلاده، للجوء إلى الحوار، لتجاوز الأزمة وتغليب مصلحة الإقليم والعراق في هذا الظرف الذي وصفه بـ"الصعب والحساس".
وقال الجبوري في بيان: "أدعو جميع الأطراف السياسية الكردية إلى التحلي بالحكمة والهدوء، واللجوء إلى الحوار بدلاً من التراشق الإعلامي أو استخدام القوة".
وأضاف الجبوري أن "جميع المشاكل يمكن حلها إذا ما استحضرت جميع الأطراف، النية المخلصة والصادقة من أجل التفاهم"، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة الحفاظ على المكتسبات الديمقراطية، واستقرار وأمن الإقليم.
ويشهد إقليم كردستان توترا كبيرا على إثر انتهاء ولاية رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني وعدم التوصل إلى اتفاق مع الأحزاب الكردية الرئيسة، لتمديد ولايته وسط أوضاع اقتصادية صعبة إثر التقشف في موازنة البلاد الناتج عن انخفاض أسعار النفط.