كتب علاء حسن: زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي أول من وصف العملية السياسية في العراق بأنها عرجاء، خطواتها متعثرة، نتيجة هيمنة أحزاب متنفذة على السلطة، فتعرضت التجربة الديمقراطية طبقا لتصريحات علاوي المتكررة عبر وسائل إعلام عربية الى نكسات ونكبات، باتت تحتاج إلى جملة إجراءات لتصحيح مسار العملية السياسية وليس عن طريق حزمة إصلاحات ترقيعية تخترق الدستور، تجعل فتيل الأزمات يبعث الدخان الأسود في الأجواء العراقية، يحجب رؤية الضوء في نهاية النفق المظلم.
القوى العراقية الممثلة في البرلمان والحكومة لطالما تبادلت الاتهامات حول أسباب تراجع العملية السياسية، كل طرف يدعي أنه صاحب المشروع الوطني الوحيد القادر على إنقاذ العراق من السقوط في منزلق خطير من دون الاستعانة بجهات خارجية، وهناك من يزعم بأن الإرادة الوطنية مستقلة، تنطلق من قاعدة شعبية واسعة، على مدى السنوات الماضية، لم تترجم الاقوال الى افعال، فظل العراقي ينظر بسخرية الى حبل نشر غسيل الفرقاء، حتى امتد الخلاف الى داخل الائتلاف الواحد، التحالف الوطني الحاكم فشل في اختيار بديل لرئيسه وزير الخارجية الحالي ابراهيم الجعفري، اتحاد القوى العراقية ممثل السنة في البرلمان والحكومة تجاهل مأساة النازحين من المدن الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، ركز على تحقيق التوازن في تقاسم المناصب لضمان حقوق المكون السني، على هذا الايقاع تتبنى النخب السياسية مواقفها لضمان مصالحها، باعتماد اسلوب اعتلاء المنصات لأغراض الشجب والتنديد والتلويح بتعليق المشاركة في جلسات الحكومة والبرلمان، ربما لهذه الاسباب ظلت العملية السياسية تسير بخطواتها العرجاء الى المجهول، لكن تقديم تهنئة وزير العدل حيدر الزاملي الى الشعب العراقي لمناسبة اطلاق سراح وزير العدل وكيل الوزارة الاداري عبدالكريم السعدي بعد مرور اكثر من شهر على اختطافه من قبل مجهولين، انعش الآمال وجدد ثقة العراقيين بإمكانية ان تتسارع خطى العملية السياسية، وزير العدل بتقديمه التهنئة دحض اكاذيب من يحاول اعطاء صورة قاتمة عن الاوضاع الامنية والسياسية في العراق.
وصف علاوي للعملية السياسية بالعرجاء جعل خصومه يوجهون الاتهامات اليه بالسعي لاعادة رفاقه البعثيين الى السلطة، وتنفيذ مخطط خارجي يهدف الى الحد من نفوذ احزاب شيعية في الحكومة الحالية، اصحاب هذا الرأي لطالما عبروا عن قلقهم من الاطاحة بالتجربة الديمقراطية التي افرزتها صناديق الاقتراع، نظرتهم الى العملية السياسية تنطلق من قناعتهم بان المكتسبات مقارنة بزمن النظام السابق، حققت معجزات لا يراها المشككون.
العملية السياسية من وجهة نظر معظم العراقيين اصحاب المصلحة الحقيقية في استقرارها وضمان نجاحها اصبح حالها مثل الاعمى يقود الضرير، ليس ثمة امل في تصحيح اخطاء السنوات الماضية، لأن زعماء الاحزاب والقوى الفاعلة في الساحة جميعهم انتحلوا صفة القائد التاريخي في بلد يتعرض فيه وكيل وزير الى الاختطاف !
(عن صحيفة المدى العراقية- 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2015)