قال الشيخ الشيعي
اللبناني محمد علي الحاج العاملي، الأستاذ في حوزة الإمام السجاد العلمية في بعلبك اللبنانية، إن "معظم خصوم داعش أسوأ من داعش"، في مقال له على موقع "جنوبية" اللبناني المعارض لسياسات حزب الله.
وقال العاملي إنه "مما لا شك فيه أنه تلاقحت جملة معطيات وأدت لإنتاج مولود أطلق عليه اسم داعش، ولا يخفى على أي مدقق أنّ معظم خصوم داعش أسوأ من داعش، لأن كثيرين يتحدثون صبح مساء عن مساوئ داعش وضرورة القضاء على هذا التيار، وفي الوقت ذاته يصب حراكهم وعملهم في خانة تقوية هذا التيار، وإيجاد المبررات لاستمراره وبقائه على قيد الحياة فاعلا و مؤثرا".
وفي مقارنة بين
تنظيم الدولة وخصومه، أوضح العاملي أن "داعش تستمد القوة من كل ساستنا الذين يحتكرون المناصب السياسية، ويستثمرونها في مآربهم الخاصة"، مضيفا أن "داعش تنمو في المناطق التي يوجد فيها أنظمة دكتاتورية، فطبيعة الاستبداد تنتج ظواهر كداعش"، كما أن "داعش تتضاعف شرعيتها مع زج الدين بالدولة، وتاليا تصبح طرفا من الأطراف التي تنادي بالحكم باسم الله".
وتابع بالقول إن "داعش تتصاعد مع كل تدخل خارجي في منطقتنا، ومع كل عمالة من أبناء وطننا مع القوى الخارجية"، مشيرا إلى أنها "آخذة بتوسيع رقعة انتشارها مع ازدياد السطحيين والمتخلفين من رجال الدين في أمتنا الإسلامية".
وقال الشيخ الشيعي: "لا أتصور أن مدمرات الغرب وسلاح العرب قادرة على القضاء على داعش، داعش لا تموت بصاروخ، و لا بأسلحة مادية، لأن داعش تيار ديني، ينطلق من مفاهيم ومعتقدات، لذا تكون الحرب عليه من نوع آخر"، واصفا إياها بالحرب الحقيقية على تنظيم الدولة.
وأوضح أنه "من الأشكال التي يتم القضاء بها على داعش اعتماد الأنظمة المدنية"، موضحا بقوله إن "داعش تطالب بإعادة الخلافة الإسلامية، وعليه فالحرب عليها تبدأ من السعي لتأسيس أنظمة مدنية، تفصل بين الدين و الدولة، وتحافظ على الدين في إطاره الطبيعي كونه علاقة شخصية مع الخالق… وهذا ردّ عملي على الفكر الإجرامي الداعشي الساعي للمتاجرة باسم الدين والله".
وأضاف أن "المساعي الحميدة في مجال التجديد الفقهي والديني هي أبلغ رد على ذلك التيار الذي يسمم عقول المؤمنين بنصوص تعود لأكثر من 1400 عام، وتصلح لذلك الزمان والمكان، فالتيار الداعشي ينمو في ظل انتشار الثقافة الدينية التقليدية التي تقف عند حرفية النصوص".
واختتم الأستاذ في حوزة الإمام السجاد العلمية بلبنان مقاله بالقول إن "الأنظمة الدكتاتورية المنتشرة في بلاد العرب هي أحد المسببات لولادة داعش، وعليه فإنّ القضاء على هذه الأنظمة يمثل حربا مباشرة وفاعلة على الإرهاب الآخذ بالانتشار والتوسع"، داعيا إلى "قيام كل منا بواجباته للقضاء على التخلف والجهل المنتشر في بلادنا، ولمحاربة الاحتكار والتسلط المعمول بهما في أنظمتنا وأحزابنا، ولعصرنة الدين، ومحاولة فهمه بطريقة واعية وموضوعية، وحينها نكون نخوض حربا حقيقية على داعش وأضرابها، وعندها لن نكون أسوأ من داعش"، بحسب قوله.